دخل أمس أكثر من 40 صحفي بالإذاعة الوطنية في إضراب عن الطعام، تنديدا بالأوضاع المزرية التي آلت إليها وضعية الصحفي في الجزائر وبالتحديد على مستوى قناة البهجة، إذاعة القرآن الكريم والإذاعة الثقافية، هذه القنوات الإذاعية التي يعاني صحفيوها من التهميش بعض هضمت كل حقوقهم المهنية ورفضت الإدارة تسوية وضعيتهم وفق ما يفرض المرسوم الصادر في ماي 2008 المتضمن القانون الأساسي للصحفي. بداية من الساعة العاشرة صباحا من يوم أمس بدا الصحفيون يجتمعون أمام مقر إذاعة البهجة، بعد تلقوا نداء من صحفيي البهجة الذين قرروا الدخول في إضراب عن الطعام اثر القرار الذي اتخذه المدير العام للإذاعة الوطنية توفيق خلادي يوم الأربعاء الفارط والقاضي بالتخلي عن نظام الدفع الجزافي لأجور الصحفيين الموظفين بالقطعة والاكتفاء بدفع قيمة القطعة التي ينتجها الصحفي على مستوى الإذاعة فقط. قرار خلادي أثار استياء صحفيي إذاعة البهجة الذين يعانون من الإقصاء والتهميش منذ سنوات خلت، باعتبار أنهم يتقاضون أجورهم وفق نظام جزافي بما يجعل سقف الراتب الشهري لا يتعدى 20 ألف دينار جزائري، ومع اللجوء على القطعة فإن أجور الصحفيين لن تتعدى 5 آلاف دج في الشهر. وبالنظر إلى هذه المعطيات قدم الصحفيون مراسلة إلى مدير إذاعة البهجة طوالبي فريد يوم الخميس الفارط وبعد انسدادا أبواب الحوار قرر هؤلاء الصحفيين الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام والعمل وشغلوا مقر تحرير إذاعة البهجة. من جهته مدير البهجة استقبل مجموعة من الصحفيين لشرح الأوضاع، حيث أكد أن قرار توظيف الصحفيين وتسوية وضعيتهم يتعدى صلاحياته كمدير لهذه الإذاعة وان العمل بالقطعة هو أمر مشروع ومعمول به على مستوى كل إذاعات العالم، كما قال إن يديه مكبلتين ولا يستطيع تقديم أي مساعدة لهؤلاء الصحفيين المضربين وأن الأمر بين يدي خلادي توفيق الذي اتصل به ورفع له انشغال الصحفيين المضربين. وبدورها الفيدرالية الوطنية للصحفيين الجزائريين أصدرت بيانا تدين فيه الوضع القائم لا سيما وأن قرار توفيق خلادي الأخير جاء بعد انعقاد جمعية عامة على مستوى الإذاعة الوطنية ضمت عدد من النقابيين بهدف إعداد مراسلة يطالبون من خلالها بتسوية وضعية الصحفيين الذين يعملون بالقطعة. وعليه فقد ورد في البيان أن الفيدرالية تطالب بترسيم عقود العمل، حيث أنه لا يزال ثلثي الصحفيين بإذاعة البهجة وغيرها من القنوات التابعة للإذاعة الوطنية يشتغلون بالقطعة منذ أكثر من 9 سنوات بالنسبة لبعضهم، وان هذه العلاقة في العمل تعتبر شاذة وظالمة وغير قانونية في مؤسسة عمومية وفي قطاع استراتيجي هام ومتناقضة كذلك مع كل قوانين العمل والقوانين المنظمة للعلاقات المهنية في قطاع الإعلام. أما الإذاعة الوطنية فقد أصدرت في المساء بيانا تؤكد فيه أن عدد الصحفيين المضربين لا يتجاوز 7 صحفيين وأنهم احتلوا قاعة تحرير إذاعة البهجة بطريقة غير شرعية بهدف عرقلة الخدمة العمومية للقناة.