اضطرت السلطات المحلية في عين مليلة بأم البواقي، في ساعة متأخرة من مساء أول أمس، إلى إزالة تمثال الشهيد البطل «العربي بن مهيدي» من المكان الذي نصب به تحديدا على مستوى الطريق الوطني رقم 3 الرابط بمدينة باتنة، وذلك بعد أن أثير حوله الكثير من الجدل وطالته العديد من الانتقادات من طرف عائلة الشهيد والمواطنين والمثقفين . واستيقظ سكان مدينة عين مليلة على خبر إزالة التمثال الذي أثار غضب واستياء سكان المدينة وكافة أطياف المجتمع الجزائري، خاصة عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، كون منظر التمثال المدشن يوم الخميس الماضي، خلال احتفالات المنطقة بالذكرى ال59 لاستشهاد البطل، لا يعكس أبدا وجهه وملامحه، ويعتبر تقصيرا في حق شخص الشهيد. وحسبما أفادت به مصادر مسؤولة، فقد تم إزالة التمثال في الساعة السابعة مساء، بعد اتفاق كل من رئيس البلدية ورئيس الدائرة على قرار سحب التمثال وتحويله إلى ورشة الحرفي الذي قام بإنجازه بمدينة عين البيضاء بغية إتمام باقي الأشغال، إلى حين عرضه على لجنة تضم مختلف أفراد الأسرة الثورية وأسرة الشهيد التي ستفصل في قرار مطابقته لشخصية الشهيد البطل أو العكس. للإشارة، فإن التمثال الذي نصب بطريقة مفاجئة مكان التمثال القديم الذي حول إلى مسقط نشأت الشهيد بدوار «لكواهي» عشية الاحتفال بالذكرى ال59 لاستشهاد البطل وتعويضه بالمجسم الحالي الذي بلغت تكلفة إنجازه 228 مليون سنتيم، دفع عائلة الشهيد البطل إلى رفع رسالة احتجاج قوية للسلطات المحلية والوطنية على التقصير في حق هذه الشخصية الوطنية مطالبة بإزالته نظرا لعدم مطابقته لشخصية الشهيد، وهو نفس الموقف الذي ذهب إليه شباب المدينة، حيث أقدموا على تغطية الرأس الإسمنتية للشهيد بالراية الوطنية، موجهين في نفس الوقت رسالة للسلطات المحلية، خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإزالة التمثال، ليحتفل الناشطون بعدها بهذا الانتصار عقب إقدام السلطات على إزالته، وهو ما يكشف عن سوء تقدير السلطات المحلية، لتقديم شخصية هذا البطل، فعوض الأخذ بالطرق المعمول بها عالميا في إنجاز التماثيل سواء في طريقة الإنجاز التي تسند لنحاتين يقدمون عروضهم بطرق شفافة، ويتم انتقاء العمل المناسب من طرف مختصين أو في مكان نصب التمثال، فإنه فسر من طرف الكثير من المثقفين والمواطنين على أنه إهانة لرمز كبير وعظيم عظمة الدولة الجزائرية.