استجابت السلطات المحلية لعين مليلة لضغط الشارع ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث تقرر في اجتماع بين رئيس بلدية عين مليلة والدائرة إزالة التمثال، وتنصيب لجنة لاختيار مؤسسة إنجاز أخرى تقوم بتعويضه، بحضور منظمات الأسرة الثورية، علما أن النصب الأول كلّف البلدية 200 مليون سنتيم. وفي بداية سهر اليوم تم ازالة التمثال المثير للجدل، وسط فرحة عارمة لبعض النشطاء الذين حضروا العملية. وتوسعت حملة التنديدات بالنصب التذكاري للشهيد العربي بن مهيدي بأم البواقي، حيث بعد أن أشعلها مواطنون في مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اعتبروا أن التمثال مهين بدرجة كبيرة لهذا البطل، ظهرت تحركات لبعض الناشطين، الذين قاموا بتغطية وجه الشهيد بالعلم الوطني، في رسالة هدفها رد الاعتبار له، حيث طالبوا بإزالة التمثال ورد الاعتبار للشهيد، مفضلين ترك التمثال الأول الذي كان في وسط مدينة عين مليلة مسقط رأسه، والذي كان أكثر تعبيرا ومصدر فخر للسكان عوض رأس مشوّهة تم صبغها بالأصفر. وذكر بعض سكان أم البواقي ل«الخبر»، أن الأمر تعدّى قضية تمثال إلى سمعة شهيد، تم الاستهزاء به بواسطة تمثال لا يشبهه تماما وشوّه صورته، وأفقدت احترام هذه الشخصية الوطنية، مؤكدين أن عملية صنعه كانت بطريقة ترقيعية وسريعة لا تحمل أي فنيات جمالية أو توقيع اسمه بحروف تبرز قيمته، وقد جاءت مع إحياء ذكرى استشهاده، وظهر عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديو صوّر عملية وضع التمثال، والذي كان ساعات قبل ذكرى الاحتفالات باستشهاده، يبرز استغراب المارة من الوجه المرسوم، وهم يرددون ما هذا الاستهزاء بما وصفوه «القديس». وذكرت مصادر رسمية من بلدية عين مليلة، أنه تم عقد لقاء بين رئيس البلدية ورئيس الدائرة، توصل إلى قرار إزالة التمثال، مساء أمس، وتعويضه بآخر بعد اختيار المقاولة التي تحمل الفنيات الجمالية والموافقة عليها، مؤكدا أن تمثال بن مهيدي كلّف البلدية ما قيمته 200 مليون سنتيم كانت بمساهمة الولاية، اشتركت 3 مقاولات في إنجازه، وهو ما يطرح السؤال حول ضياع هذا المبلغ دون الاستفادة منه. وأكدت مصادر مطّلعة ل«الخبر»، أن مصالح أمنية انتقلت إلى مكان النصب التذكاري الذي وضع في المخرج الجنوبي لعين مليلة مسقط رأسه، على الطريق المؤدية إلى ولاية باتنة، بعد وصول خبر قيام شباب بوضع الأعلام الوطنية على التمثال، وفتحت تحقيقا، حيث انتقل بعدها الشباب إلى مركز الشرطة، إذ تم الاستماع إليهم وإخلاء سبيلهم بعدها.