هي إعلامية جريئة، منحت 15 سنة من عمرها للصحافة المكتوبة، فأبدعت فيها وصنعت منها نجمة تهتم بقضايا المواطنين والشؤون الأمنية والسياسية، انتقلت إلى ميدان السمعي البصري لخوض تجربة أخرى راودتها منذ الصغر، فنجحت فيها بامتياز.. هي مقدمة نشرة الأخبار في قناة "دزاير تي في" رتيبة بوعظمة... رتيبة بوعظمة، لقد انتقلت من الصحافة المكتوبة إلى السمعي البصري، كيف تم هذا؟ قبل انتقالي إلى السمعي البصري وتقديم الأخبار، عملت في العديد من الجرائد الوطنية، على غرار جريدة "الشعب"، "الشروق اليومي"، "المحقق" وبعدها جريدة "البلاد"، لأنتقل إلى موقع "كل شيء عن الجزائر" وبعدها مراسلة لإذاعة ألمانية، قبل أن ألتحق بقناة "دزاير تي في". هل كان الإنتقال من الصحافة المكتوبة إلى السمعي البصري سهلا؟ في الصحافة المكتوبة عملت لمدة 15 سنة كاملة، أما في مجال السمعي البصري فلدي ثلاث سنوات فقط، ولا أخفيك أن السمعي البصري كان حلما يراودني منذ الصغر، حيث كنت دائما أحلم أن أكون مقدمة أخبار، لكن للأسف في الفترة التي تخرجت فيها، كان يوجد التلفزيون الحكومي فقط، والولوج إليه أمر صعب، لهذا قررت أن أدخل إلى عالم الصحافة المكتوبة التي أعتبرها مدرسة حقيقية تعلمت فيها الكثير، وما أريد أن أوضحه أنه أثناء قيامي بتربص في الإذاعة الوطنية، قال لي أحد الصحافيين إنني أملك صوتا إذاعيا. عندما كنت في الصحافة المكتوبة كنت تهتمين بالأخبار الأمنية، ما سبب هذا الميول؟ لأنني ببساطة دخلت الصحافة المكتوبة في فترة الإرهاب، وأنا أردت أن أتخصص في مجال معيّن، حيث تعلمين أنه في الصحافة المكتوبة هناك العديد من الإختصصات، فهناك من يهتم بالإقتصاد وآخر بالمجتمع، وأنا أردت أن أتميز، حيث اهتممت بالمواضيع الأمني. قلت إنك عملت طيلة 15 سنة في الصحافة المكتوبة، هل كنت تتمتعين بحرية في الكتابة؟ هي حرية لم تكن مطلقة، لكنني تلقيت الدعم الكامل من قبل المسؤولين الذين كنت أعمل معهم، وأنا لدي العديد من القضايا في المحاكم، فقد توبعت قضائيا في قضية "الخليفة"، كما قاضاني "كريم طابو" بعد نشري لموضوع يتحدث عن أجور رؤساء الأحزاب. كما نرى رتيبة، كنت تبحثين في الصحافة المكتوبة عن المعلومة، أما اليوم فأنت تقرئينها فقط؟ صحيح، لكن أنا في نفس الوقت رئيسة قسم وأقوم بكتابة الأخبار، وأريد أن أشير إلى نقطة مهمة، هي أنه لولا الصحافة المكتوبة لما وجدت سهولة في عالم السمعي البصري، خاصة ما تعلق بكتابة الأخبار. أنت ربما الصحافية الوحيدة في قناة "دزاير تي في" التي ترتدي الحجاب، هل أعاقك هذا الأمر في عملك؟ لا.. لا يوجد أي شخص في قناة "دزاير تي" تحدث معي عن الحجاب، بل بالعكس، فتحجبي يحترمه الجميع، ولم يعق هذا الأمر بتاتا عملي وهو شرف كبير لي، كما أن قضية الحجاب لم تعد مطروحة اليوم، حيث كسرت كل القنوات الخاصة هذا "الطابو"، وأصبحت المتحجبات يظهرن في النشرات بصفة جد عادية. على ذكر القنوات الخاصة، كيف ترين هذا الكم الهائل من القنوات والإنفتاح الإعلامي؟ هنا أريد أن أوضح شيئا هاما، وهو أن مجال السمعي البصري في الجزائر فتي، ونحن نحاول قدر المستطاع التوفيق من خلال الكفاءات الموجودة كي نصل إلى مرحلة أخرى ونطوّر قنواتنا لتصبح منافسا شرسا لمن تسمي نفسها القنوات الكبيرة، وبالتالي، لا نلام اليوم إذا أخطأنا لأننا نتعلم من هذه الأخطاء. ألا تطمحين إلى العمل في قنوات كبيرة على غرار "العربية" و"الجزيرة"؟ في الفترة الحالية أنا مرتاحة جدا في عملي، لأن قناة "دزاير تي في" وفرت لي كل الظروف، لكن لا أخفي أن هذا طموح يتمناه كل إعلامي، غير أنني لم أبحث عن البديل، لأني كما قلت لك مرتاحة جدا. ما هي أحسن ذكرى لرتيبة بوعظمة؟ أحسن ذكرى هي ظهوري للمرة الأولى على شاشة التلفزيون كمقدمة أخبار. وأسوأ ذكرى؟ وفاة والدي، لأن هذا الأمر آلمني كثيرا.