ظُلمت في التلفزيون الجزائري بسبب حجابها، فعوّضها الله بقناة تعدّ من أكثر القنوات مشاهدة في الجزائر، تتميز بإرادة قوية، وتستمد قوتها من زوجها الذي رافقها في كل نجاحاتها، هي مديرة قناة "سميرة تي في" سميرة بزاوية... سميرة بزاوية، لقد عرفك الجمهور في بداية الأمر في ركن "فن وإبداع" الذي كان يبث على التلفزيون الجزائري، وبعدها توقفت عن تقديم الركن وأنشأت قناة، كيف تمّ هذا؟ التلفزيون الجزائري مدرسة تعلمت فيها الإعلام، حيث كنت أقدّم ركن "فن وإبداع" على المباشر، وهذا ما أكسبني خبرة كبيرة طيلة 5 سنوات، حيث تعلمت التقديم، وفي نفس الوقت، كنت أملك دار نشر "الريشة"، التي كانت تتكفل بإصدار إبداعاتي، سواء في الخياطة أو الطبخ أو الرسم التشكيلي، لأنني كنت مولعة بالرسم، وهذا الأمر ساهم في شهرتي عند الجمهور، خاصة وأن عدد الإصدارات وصل إلى 40 عنوانا و25 مجلة في الخياطة الرفيعة، كما أنني شاركت في العديد من عروض الأزياء عدة دول، على غرار لبنان والسعودية. هل الشهرة التي اكتسبتها في تلك الفترة أهّلتك لإنشاء قناة؟ نعم.. لا أنكر أنني اكتسبت شهرة خاصة في الخياطة الرفيعة، حيث أن كل الأزياء التي كانت تعرض في برنامج "مسك الليل"، كنت أنا من يصممها، وهذا الأمر زاد من شهرتي وخلق لي جمهورا كبيرا. كيف بدأت فكرة إنشاء قناة "سميرة تي في"؟ في الحقيقة بداية الفكرة كانت برنامجا، حيث شرعت في إنتاج برنامج كان من المقرر أن أكون مقدّمته، ولأنني إنسانة لا تحب المشاريع الصغيرة، غيّرت الفكرة وقلت لمّ لا أقوم بإنشاء قناة خاصة مع الإنفتاح الإعلامي في الجزائر والسماح بإنشاء قنوات خاصة؟. إنتاج برنامج يعني أنه كان سيبث على قناة، من هي هذه القناة؟ بصراحة، البرنامج كان سيبث على قناة "فتافيت"، حيث سافرت إلى دبي وتحدثت إلى المسؤولين هناك، لكن في تلك اللحظة، غيّرت الفكرة واعتذرت، وقلت إلى زوجي الذي كان معي لمّ لا أنشئ قناة؟، ومنذ تلك اللحظة بدأت المغامرة. نعود قليلا إلى الوراء عندما كنت تعملين في التلفزيون الجزائري، في البداية كنت من دون حجاب، وبعدها قررت ارتداءه، لكن بمجرد إقدامك على هذه الخطوة، توقف برنامجك، ما هو السبب؟ السبب بسيط، وهو أن مدير الإنتاج في تلك الفترة قرر توقيفي عن العمل، بالرغم من أنني اتصلت به قبلها، وقلت له إنني سأرتدي الحجاب، لكنه رفض الفكرة جملة وتفصيلا، وقال لي بالحرف الواحد:"أنت مصممة أزياء، وبارتدائك للحجاب، ستقومين بتصميم لباس خاص بالمحجبات، وبالتالي فإن كل مقدّمات التلفزيون الجزائري ستتحجب وهذا ما نرفضه.. نحن نبحث عن الجمال!"، كما قال لي المدير:"ضيوف البرنامج يسمح لهم بالظهور محجبات، لكن المقدمات لا". بماذا أجبته؟ أجبته بجملة واحدة هي:"من ترك شيئا لأجل الله عوضه بأحسن منه"، وفعلا عوّضني الله بقناة، وأنا لا أعتبر الحجاب معيارا، فهو حرية شخصية، أنا أيضا لم أكن متحجبة، لكن كانت أخلاقي عالية، وفي قناتي توجد المتحجبات وغير المتحجبات، كما أقبل المتجلببات، المهم عندي هو الإحترام والمحافظة على إسم القناة، لأنني أهتم كثيرا بالعائلة الجزائرية. لماذا اخترت إسم "سميرة" ليكون إسم القناة؟ في بداية الأمر، كنت أفكر أن أسمي القناة "إبداع"، لكن وبالنظر إلى شهرتي التي اكتسبتها كما قلت لك عبر كتبي الموجودة في السوق، قلت في قرارة نفسي لماذا لا يكون إسم القناة يحمل إسمي؟، وهو ما تمّ فعلا، حيث اخترت الإسم التجاري للقناة "سميرة تي في". سميرة.. إنشاء قناة تلفزيونية ليس بالأمر السهل ويتطلب تسييرا محكما وأموالا طائلة، فكيف استطعت إنشاء هذه القناة؟ المال ليس وحده الذي ينشئ القناة، لأنني أعتبر أن الإرادة هي أساس نجاح أيّ قناة، ولقد عملت في القناة ليل نهار من أجل الوصول إلى هذا المستوى، فأنا أراقب كل شيء، النظافة، الصحون، الماكياج، طريقة التقديم وكلام مقدمي البرامج، ولا يمكن أن يمر شيء أو برنامج من دون أن أوافق عليه، وحتى "ديكور" المطبخ أنا من يصممه، المهم عندي أن يكون المشاهد مرتاحا. على أيّ أساس تختارين مقدّمي البرامج على القناة؟ أختار كل شخص يحب فن الطبخ ويؤمن به، ويعمل المستحيل من أجل إرضاء الجمهور، وكما قلت لك سابقا، أنا أركز على الإحترام، لأن قناتي قناة محافظة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يرى المشاهد مشهدا غير لائق، وحتى الإشهار أختاره، وأقول لك إن 20 من المائة من الإشهار أرفض أن يبث على القناة، لأنه لا يحترم العائلة الجزائرية. كم من ساعة تعمل سميرة في اليوم؟ أستطيع أن أقول لك إنني أعمل تقريا 18 ساعة يوميا، وأعطيك مثالا، أنا الآن متواجدة في قسنطينة لإنتاج برنامج "شكون الشاف"، وعند بداية التصوير، رأيت أن الأرضية سوداء، فقررت تغيير الأرضية لتكون صالحة، ووقفت مع العمال من العاشرة ليلا إلى الثامنة صباحا، وكل هذا من أجل المشاهد الذي أريد أن يجد راحته في القناة. هناك العديد من القنوات التي أرادت تقليد "سميرة تي في"، على غرار قناة "بنة تي في"، ما هو رأيك؟ هو أمر مضحك، لقد كنت أريد أن تأتي القنوات التي تهتم بالطبخ بالجديد، ولا تهتم بالتقليد، لأن قناة "بنة تي في" تقلّد قناتي 100 من المائة، ورغم هذا، لم تستطع الوصول إلى ما وصلت إليه قناتي، حتى أنه في الإحصائيات، احتلت هي العام الماضي المرتبة 33، أما قناتي فاحتلت المرتبة الثالثة، كما أن الجمهور ينتبه إلى التقليد. هل زوجك يعمل معك؟ نعم.. زوجي "الصادق ياسين"، وهو مدير القناة وأنا مديرة الإنتاج. ما رأيك في قناة "النهار"؟ أعتبر قناة "النهار" من أنجح القنوات الجزائرية، بسبب الحنكة التي تميّز مسيّرها، وأنا أقول إنها أحسن قناة، لأنني عندما أدخل في أي بيت أشاهد قناتي "النهار" و"سميرة تي في"، وغير هذا من تقول إنها قنوات مشهورة، فهي تضحك على نفسها. كلمة أخيرة... أقول إنه في الجزائر توجد الكثيرات من "سميرة"، فقط يجب أن تتحلى تلك النساء بالإرادة والقوة من أجل تحقيق أحلامهن والقيام بمشاريعهن.