بعد مبادرة الشيخ شمس الدين وموافقة وزارة الشؤون الدينية ألقت اليوم الجمعة، كل المساجد عبر مختلف ربوع الوطن، خطبة إستثنائية موحدة ركز الأئمة فيها على دعوة المواطنين إلى رص صفوفهم والإلتفاف حول قيادة البلاد وجيشها والدعاء له لنصرته، لإفشال كل الأخطار والمؤامرات التي تستهدف أمن الجزائر وسلامتها ووحدتها الوطنية. وتأتي هذه الدعوة إستجابة لمبادرة وزارة الشؤون الدينية والأوقاف التي كانت قد وجهت نداء يوم الإثنين الماضي لأئمة المساجد تناشدهم فيه بتخصيص فقرات من خطبة الجمعة لدعوة المواطنين إلى "إدراك ما يحيط بالبلاد من مخاطر وحثهم على الدفاع عن الوحدة الوطنية والإلتفاف حول قيادتنا الوطنية الرشيدة". وجاءت هذه الإستجابة عقب إطلاق الشيخ شمس الدين الجزائري، من خلال برنامجه "انصحوني"، الذي يبث على قناة النهار مبادرة كان جوهرها تخصيص خطبة الجمعة للدعاء لأفراد الجيش الوطني الشعبي عرفانا لمجهوداتهم وتضحياتهم على الحدود وسهرهم للحفاظ على أمن الحدود واستقرار البلاد وسلامة الوحدة الترابية. ودعت الوزارة الأئمة إلى "بث رسائل واضحة وقوية يرفعون من خلالها معنويات قوات جيشنا الوطني الشعبي المغوار وكل أسلاك الأمن الساهرة على الإستقرار والطمأنينة وأن يدعوا لهم ولولي الأمر بأن يحفظهم الله ويثبت أقدامهم ويسدد رميهم ويحميهم من كل سوء". وذكر الأئمة في ذات السياق أن الدين الاسلامي "يمقت العنف والتطرف"، مستشهدين في ذلك بالعديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تدعو إلى الصلح والتسامح ونشر ثقافة الأمن والأمان بين الناس. كما شدد العديد من أئمة المساجد على أهمية نعمة الأمن وضرورة الحفاظ عليها من خلال "توخي اليقظة والحذر إزاء ما يحاك ببلادنا من مؤامرات"، داعين المواطنين إلى "استلهام الدروس والعبر من ثورة أول نوفمبر المجيدة ومن تضحيات شهدائنا ومجاهدينا الذين حرروا الجزائر من الإستعمار وحافظوا على وحدتها الوطنية". وأكدوا بالمناسبة أن الحفاظ على أمن البلاد ووحدتها وسلامتها هي "مسؤوليتنا جميعا" وأنه "يتعين علينا أن نعمل دائما في هذا الاتجاه لنجعل وطننا في منأى من كل الدسائس والمؤامرات التي تحاك ضده من طرف الأعداء المتربصين بنا".