الضحية تم احتجازها لعدة أيام وحولت إلى أماكن مختلفة لتضليل الأمن هي قصة حقيقية ليست من نسج الخيال أو مقتبسة عن سيناريو لفيلم أجنبي، بل هي من وحي واقع المجتمع الجزائري... قضية تقشعر لها الأبدان نظرا لخطورة وقائعها، نفذها خمسة وحوش بشرية تتراوح أعمارهم بين 21 و36 سنة ينحدرون من منطقة بوزريعة بالعاصمة، في حق فتاة مختلة عقليا تبلغ من العمر 23 سنة، بعدما أقدموا على اختطافها واحتجازها لمدة 21 يوما للتداول على اغتصابها، مستغلين عدم إداركها ونقص أهليتها العقلية، ليعود اثنين منهم بعد 5 أيام من تحريرها من قبل مصالح الأمن، في ظل عدم التمكن من تحديد هويتهما بسبب رفض شركائهم الإدلاء بمعلومات تخصهما، على اختطافها ثانية واحتجازها لمدة 10 أيام لذات الغرض، قبل أن تحرر مجددا ويتم إيداع جميع المشتبه فيهم رهن الحبس المؤقت على ذمة التحقيق في خصوص جناية الاختطاف والاحتجاز متبوعة بهتك عرض. مجريات قضية الحال، حسب المعلومات التي تحصلت عليها النهار، تعود لتاريخ 7 ديسمبر 2015، إثر ورود معلومات مؤكدة لدى مصالح الأمن، مؤكدة مباشرة عقب البلاغ الذي تقدم به شيخ في خصوص اختفاء ابنته المختلة عقليا في ظروف غامضة، مفادها أن هذه الأخيرة اختطفت من قبل شخصين مجهولين على متن سيارة من نوع «إيبيزا» على مستوى بئر طرارية بالأبيار، وتم احتجازها على مستوى مستودع عند المكنى «مونديلا»، أين تم اغتصابها من قبلهم، قبل أن تحوّل عند المكنى «كعبور». واستغلالا للمعلومات الواردة، وبعد فتح تحريات معمقة من قبل ذات المصالح، تم تحديد مخبأ المكنى «كعبور» والكائن بأحد أحياء منطقة بوزريعة، وبمداهمة المكان لم يعثروا على المختطفين كونهم غيروا وجهتهم، إلا أنهم عثروا على بطاقة هوية الضحية مرمية. وبتاريخ 27 ديسمبر 2015، تقدم المكنى «كعبور» من مصالح الأمن وسلم نفسه، بعدما علم أنه كان محل بحث، ليدلهم عن مكان تواجد الفتاة المحتجزة، حيث تم التنقل إلى هناك وبالتحديد على مستوى عمارة طور الإنجاز في بوزريعة التي كانت رفقة حارس، ليتم تحريرها واقتيادها رفقة جميع المشتبه فيهم على مركز الأمن،أين صرح المكنى «كعبور» وفي محضر سماع رسمي، أنه فعلا قام باحتجازها واغتصابها في ذات اليوم الذي اختطفت فيه، وباليوم الموالي في حدود الساعة الواحدة صباحا، حول الضحية عند المكنى «مونديلا» بالمستودع الخاص به على مستوى السوق البلدي ببوزريعة، أين ظل يمارس عليها الفعل المخل بالحياء، ليقرر بعد 12 يوما ونقلها عند حارس عمارة في طور الإنجاز، أين ظل يمارس يغتصبها مستغلا إختلالها العقلي. وهي التصريحات التي فندها هذا الأخير، مؤكدا أنه قام باحتجازها فقط مدة 9 أيام نافيا اغتصابها، أما المكنى «مونديلا» فقد أصر على إنكار الجرم المنسوب إليه، وحمّل «كعبور» كافة المسؤولية، كونه كان شاهدا على نقل الضحية التي كانت عنده. وبالمقابل أكدت الضحية بحضور والدها، أنها تعودت على الفرار من بيتها العائلي بسبب مشاكل عائلية، وهو ذات السبب الذي دفعها لمغادرة البيت بتاريخ الوقائع، حيث أقدم اثنين على اختطافها أحدهما يدعى «فتحي»، وسلمها لبقية المشتبه فيهم وتداولوا على اغتصابها طوال فترة احتجازها بأماكن مختلفة، ذلك الأول عجزت الشرطة على تحديد هويته رفقة صديقه بسبب عدم التأكد من هويته، ورفض بقية المشتكى منهم الإدلاء بأية معلومات حولهم، ليتم وضعهم تحت الحجز بالنظر. وبعد 5 أيام من واقعة تحرير الفتاة المختطفة، وبالتحديد في 31 ديسمبر 2015، وفي حدود الساعة الخامسة مساءً، تم اختطافها ثانية من قبل ذات المختطفين الذين كانوا في حالة فرار، الذين استغلوا انشغال والدها بالصلاة أثناء تواجدههما بمنطقة الصابلات في خروبة، ليتم تحويلها على متن سيارة إلى إحدى ذات ورشة البناء محل احتجازها في المرة السابقة، أين تم الاعتداء عليها جنسيا بالتداول رفقة أشخاص أخرين لمدة 10 أيام، وبتكثيف التحريات التي باشرتها مصالح أمن دائرة بوزريعة في خصوص القضية، تم تحديد هوية اثنين من الفاعلين يبلغان من العمر 21 و22 سنة، حيث اعترف الأول بالجرم وأكد أن الأمر تم برضى الضحية، في حين قام شريكه بنفي كل ما نسب إليه من تهم، ليتم تقديمهما أمام الجمهورية لدى محكمة بئر مراد رايس بالعاصمة، خلال شهر جانفي 2016، الذي بدوره أحالهما على قاضي التحقيق بالغرفة الثانية بذات المحكمة، أين صدر في حقهما أمر بالإيداع رهن الحبس المؤقت بالمؤسسة العقابية في الحراش، على ذمة التحقيق في جناية الاختطاف والاحتجاز المتبوعة بالاغتصاب، فيما تمت متابعة بقية الأطراف في ملف منفصل حول الواقعة الأولى، وتم إيداعهم رهن الحبس المؤقت على ذمة التحقيق بأمر من قاضي التحقيق بالغرفة الثالثة على مستوى ذات المحكمة.