تعرف أسواق المدن الغربية عموما ومغنية على وجه الخصوص غزوا غير مسبوق لنوع من الزيتون الجاهز للطبخ، والذي يتم جلبه من أسواق جيراننا المغاربة. هذا الزيتون -حسب مصادر صحية- قد تسبب في تسمم 10 حالات، نقلت إلى المصالح الصحية بحكم أن هذا الزيتون يحتوي على مواد حمضية خطيرة يستعملها جيراننا المغاربة من أجل تصبيره والمحافظة على لونه التجاري، الأخضر المائل إلى الاصفرار. هذا الزيتون الذي يجذبك لونه وأنت تتسوق وسط المحلات مغنية، أكدت مصادر لها علاقة بالحدود والتهريب، أن المغاربة يستعملون حمض البطاريات "الأسيد" للمحافظة على هذا المنتوج، الذي يهرب في براميل يبلغ سعة كل منها 250 كلغ من الزيتون. كما أن المهربين يجففون الزيتون من الماء الذي يكون قد مزج سابقا بمادة "الأسيد" للمحافظة على لونه وشكله، بعد أن يسحب من الماء لفترة قد تصل إلى 5 أيام، بفعل نقله من مدينة بركان المغربية إلى مدينة مغنية، أين تتم إعادته إلى الماء لضمان المحافظة عليه، لأن فعالية حمض البطاريات لا تقاوم أكثر من 8 أيام على الأكثر. هذا الزيتون الذي يزين أغلب محلات مغنية والأسواق الشعبية لا يحمل أي عبارة، لأن شبكات مختصة بمغنية تقوم بتعبئته في براميل مملوءة بالماء والملح وكمية من زيت الزيتون التي ترش من فوق حبات الزيتون حتى لا يؤثر الهواء فيها وتفقد تماسكها. وحسب مصدر على علاقة بالتهريب فإن براميل الزيتون تهرب ليلا على متن شاحنات كبيرة تخترق الحدود نحو منطقة القربي ببوكانون، قبل أن يتم إدخالها تدريجيا نحو المدن الداخلية لتباع على أنها منتوج وطني. كما كشفت مصادرنا عن دخول نوع من زيت الزيتون مشكوك في صحته، نظرا لثمنه الرمزي مقارنة بالمحصول المنتج محليا في الوقت الذي يرتفع فيه سعر الكيلوغرام من الزيتون إلى ما يفوق 260 دج للكلغ الواحد، فلا يتعدى سعر الزيت 200 دج، فيما يتجاوز سعر الزيت المحلية منها 400 دج، ما يدخل شكوكا حول سلامة هذا المنتوج من الشوائب. وقد سبق لمنتجي الزيتون مراسلة السلطات حول ظهور هذا المنتوج الغريب الذي أضحى يهدد صحة المستهلك قبل الاقتصاد الوطني.