في الوقت الذي يحتفل فيه مشجعو كرة القدم في غانا بالفرصة التي سنحت لها لمشاهدة مجموعة من أبرز نجوم اللعبة في العالم مثل الكاميروني صامويل إيتو والغاني مايكل إيسيان من خلال بطولة كأس الأمم الافريقية 2008 التي تنطلق فعالياتها غدا الاحد يبدو الموقف مختلفا تماما بالنسبة لمدربي العديد من الفرق الاوروبية. وفي الوقت الذي تستأنف فيه معظم بطولات الدوري المحلية في أوروبا نشاطها بعد انتهاء عطلة الشتاء واحتفالات عيد الميلاد استدعت الدول الافريقية المشاركة في كأس الامم محترفيها في أوروبا للمشاركة مع منتخبات بلادهم في هذه البطولة التي تمثل أكبر الاحداث الكروية في القارة السمراء. ومع رحيل المزيد والمزيد من لاعبي كرة القدم الافارقة إلى الأندية الاوروبية تزايد عدد الاندية الاوروبية المتأثرة بهذه البطولة وتباين مدى تأثر كل ناد من هذه الاندية الاوروبية بعدد اللاعبين الافارقة الذين يضمهم بين صفوفه. وما زالت كأس الامم الافريقية البطولة الدولية الوحيدة لكرة القدم التي تقام في نفس توقيت منافسات الموسم الكروي. ولا يضم المنتخب الغاني على سبيل المثال سوى اثنين فقط من لاعبي الدوري المحلي بينما يعتمد على مجموعة من المحترفين بالخارج يصل عددهم في قائمة الفريق إلى 21 لاعبا. بينما لا تضم قائمة المنتخب النيجيري أي لاعب محلي حيث يعتمد الفريق على اللاعبين المحترفين بالخارج فقط. وتعقدت الامور بشكل أكبر منذ أن منح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) اللاعبين الحق في تغيير جنسية المنتخب الذي يحق لهم اللعب له إذا تجاوزوا سن الشباب ولم يشاركوا مع منتخب بلادهم في أي مباراة رسمية. ففي عام 2004 على سبيل المثال أعرب ديفيد بلات المدير الفني لفريق توتنهام الانجليزي عن شكواه مؤكدا أنه تعاقد مع اللاعب فريدريك كانوتيه على أنه لعب لمنتخب فرنسا للشباب (تحت 21 عاما) ولكنه أصبح لاعبا في صفوف منتخب مالي الاول. وقال بلات آنذاك "لم نتعاقد معه كلاعب مالي لاننا ندرك تماما أنه سيشارك في كأس الامم الافريقية. لان ذلك يعني أننا سعينا للتعاقد مع لاعب سيغيب عن صفوف الفريق في 12 مباراة سنويا. ولأنه لاعب اعتاد الطرد من الملعب كان ضروريا التفكير في الامر مرتين". وقبل فترة قصيرة كانت العديد من الاندية الاوروبية تحرص على توفير طائرة خاصة للاعبيها الافارقة للسفر إلى بلادهم لضمان عودتهم مباشرة بعد انتهاء مشاركتهم مع منتخبات بلادهم. ورغم ذلك انتهى ذلك الوضع حيث تصر معظم المنتخبات الافريقية حاليا على استدعاء لاعبيها وانضمامهم لمنتخبات بلادهم طبقا لقواعد ولوائح الفيفا والتي تنص على ضرورة سماح الاندية للاعبيها بالانضمام لمنتخبات بلادهم قبل 14 يوما من بداية البطولات الكبيرة. ويعني ذلك أن اللاعبين الافارقة سيبتعدون عن صفوف أنديتهم لمدة قد تصل إلى ستة أسابيع وهي الحقيقة التي تزعج العديد من مدربي الاندية الاوروبية وتصيبهم بالحزن. وتعاقد تشيلسي الانجليزي في فترة الانتقالات الشتوية الحالية مع المهاجم الفرنسي نيكولا أنيلكا مقابل 15 مليون جنيه استرليني (9ر29 مليون دولار) على أمل تعويض بعض النقص في صفوفه مع سفر كل من الايفواريين ديدييه دروجبا وسالومون كالو والنيجيري جون ميكيل أوبي والغاني مايكل إيسيان للمشاركة مع منتخبات بلادهم في كأس الامم الافريقية السادسة والعشرين التي تستضيفها غانا من الغد وعلى مدار ثلاثة أسابيع. وحاول ديفيد مويس المدير الفني لفريق إيفرتون الانجليزي عبثا تأخير موعد انضمام لاعبه ستيفن بينار إلى صفوف منتخب جنوب أفريقيا لأيام قليلة حتى يستطيع اللاعب المشاركة مع الفريق في مباراته أمام تشيلسي في الدور قبل النهائي لبطولة كأس الاندية المحترفة في إنجلترا (كأس كارلينج). ولكن الفيفا أصدر قراره لنادي إيفرتون بضرورة سفر اللاعب إلى جنوب أفريقيا في الموعد القانوني الذي تنص عليه لوائح الفيفا. وأبدى مويس امتعاضه لذلك وقال إن لوائح الفيفا ليست واضحة بشأن تحديد موعد انضمام اللاعبين لمنتخبات بلادهم قبل 14 يوما من البطولات الكبرى مشيرا إلى أن اللوائح لا توضح ما إذا كان احتساب هذه الايام قبل بدء البطولة نفسها أم قبل أولى مباريات الفريق بالبطولة. أما بالنسبة للهولندي فرانك ريكارد المدير الفني لفريق برشلونة الاسباني فكان أكثر حظا من باقي المدربين حيث نجح في الاحتفاظ بلاعبه الكاميروني صامويل إيتو نجم هجوم الفريق لأيام قليلة من هذه الفترة القانونية حيث خاض اللاعب مع الفريق بعض المباريات الاضافية. ولكن ذلك لن ينقذ ريكارد من غياب إيتو لاسابيع أخرى عن صفوف الفريق حيث يشارك في نهائيات البطولة بداية من الاسبوع الحالي.