يسعى المنتخب المصري لتحقيق اللقب القاري للمرة الثالثة على التوالي والسابع في تاريخه، عندما يواجه اليوم بالعاصمة الأنغولية لواندا نظيره الغاني على ملعب الحادي عشر من نوفمبر في المباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الأفريقية ال.27 ولن تكون مهمة الفراعنة سهلة، فرغم افتقاد معظم عناصر المنتخب الغاني لخبرة اللعب في مثل هذه البطولات الكبرى، حيث لا يتجاوز سن معظم لاعبيه الأساسيين ثلاثة وعشرين عاماً، قدمت هذه العناصر الشابة حتى الآن مستوى أكثر من رائع خلال البطولة. ويملك اللاعبون دافعاً قوياً لتحقيق الفوز في هذه المباراة النهائية وهو نيل شرف إعادة منتخب النجوم السوداء إلى منصة التتويج الأفريقية للمرة الأولى منذ 28 عاماً، بالإضافة بالطبع إلى رغبة هؤلاء اللاعبين الشباب في إثبات أنفسهم والحصول على مكان في قائمة المنتخب الغاني خلال نهائيات كأس العالم الصيف المقبل. ولطالما اعتبر منتخب غانا أو منتخب ''النجوم السوداء'' كما يلقبه مشجعوه من أبرز المنتخبات الأفريقية، ولكن الفريق فشل في إثبات ذلك على الصعيد القاري خلال العقود الثلاثة الأخيرة، فكانت أيام مجده الحقيقة خلال الستينات والسبعينات، أما آخر تتويج له فكان في عام 1982 عندما نال لقبه الرابع في كأس الأمم ألأفريقية في ليبيا. ورغم تحقيق غانا للعديد من الإنجازات العالمية خلال نفس الفترة على مستوى منتخبات الناشئين والشباب، لم تستطع أبداً نقل هذا النجاح إلى مستوى المنتخب الأول. فحتى في الفترة التي كان فيها المنتخب يضم أبرز نجوم القارة السمراء مثل عبيدي بيليه وأنطوني يبواه كانت أبرز نتيجة تحقيق المركز الثاني في نسخة عام 1992 بالسنغال بعد الخسارة في النهائي بركلات الترجيح أمام كوت ديفوار. ولكن يبدو أن سياسة الاهتمام بقطاعات الناشئين والشباب بدأت أخيراً في طرح ثمارها، ففي عام 2006 في ألمانيا، سجلت غانا أول ظهور لها في نهائيات كأس العالم حيث بلغ الدور الثاني قبل أن تخرج أمام البرازيل، ثم قدمت بعد ذلك عروضا قوية عندما استضافت نهائيات كأس أمم أفريقيا عام 2008 محققة المركز الثالث. لتأتي بطولة عام 2010 في أنغولا بالمزيد من النجاحات، فبالرغم من غياب عدد كبير من نجوم المنتخب الغاني عن منافسات البطولة على رأسهم مايكل إيسيان، هاهم النجوم السوداء في المباراة النهائية. وقد تولى راييفاتش، الذي يخوض المدرب الصربي ميلان راييفاتش أولى تجاربه في القارة السمراء، تدريب المنتخب الغاني في اوت 2008 ونجح في قيادته إلى نهائيات كأس العالم 2010 من مجموعة ضمت مالي والبنين والسودان. ''شباب'' يتحدون''الشياب'' ومنذ تثبيته للتشكيلة الأساسية بدءاً من مباراة بوركينا فاسو يعتمد المدرب الصربي على تسعة لاعبين لم يتجاوز عمرهم 25 عاماً، مع عنصري خبرة هما حارس المرمى ريتشارد كينغسون (31 عاماً) والمدافع الأيمن هانز ساربي (33 عاماً). ولكن حارس المرمى كينغسون قد يغيب عن المباراة النهائية بسبب الإصابة، وبالتالي سيكون على المدرب الاستعانة بواحد من دانييل آدجي أو فيلمون مكارثي وكلاهما ينشط في الدوري المحلي. بينما برز في قلب الدفاع اللاعبين الشابين لي آدي وإيزاك فورساه حيث لم تتلق شباك الحارس كينغسون أي هدف خلال وجودهم في المباريات الثلاث الأخيرة، وفي اليمين لاعب متميز آخر هو صامويل إنكوم صاحب التمريرات العرضية الخطيرة. في خط الوسط تكمن خطورة المنتخب الغاني في اللاعب المبدع كوادو أسامواه الذي لفت الأنظار إليه بشدة خلال البطولة، وهو محترف في نادي أودينيزي الإيطالي، في الوقت الذي ترددت فيه أنباء عن رغبة ناديي تشلسي وآرسنال في الحصول على خدماته. كما يملك آندريه آيو نجل النجم الأسطوري عبيدي بيليه العديد من المهارات وقد يشكل إزعاجا شديدا للدفاع المصري. أما الهجوم فهو أخطر خطوط المنتخب الغاني رغم قلة الأهداف التي سجلها في البطولة، والسبب هو الإمكانيات الكبيرة للاعب آسامواه جيان أحد نجوم الدوري الفرنسي هذا الموسم مع نادي رين، بالإضافة إلى النجم الشاب آجيمان أوبوكو.