كشفت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، عن الأزمة التي يعيشها مدربو الفرق الأوروبية بسبب بطولة كأس الأمم الأفريقية المقررة في اليوم العاشر من شهر جانفي المقبل بأنغولا، لغياب العديد من النجوم عن فرقهم للمشاركة مع منتخبات بلدانهم في أكبر بطولة قارية لهم. وأشار نفس المصدر، إلى أن مدربي الفرق الأوروبية يطلبون من "الكاف" تغيير الجدول الزمني للبطولة بما يتناسب مع مشاركة اللاعبين مع فرقهم، خصوصا مع النمو المتزايد لعدد الأفارقة الذين يشاركون مع الفرق الأوروبية. وأضاف مؤكدا، أن الأندية تخسر أهم أسباب فوزها من لاعبين على أعلى مستوى يتم إعدادهم طوال الموسم ولمدة تقترب من الشهر، بسبب المشاركة مع منتخبات بلادهم، نظرا للسيطرة الإفريقية على عالم كرة القدم في العالم. وضربت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) مثلا بتشيلسى صاحب الريادة في البطولة الإنكليزية الممتازة، الذي سيضطر لاستكمال مشواره نحو لقب بدون لاعبين مهمين أمثال الإيفوارى ديديي دروغبا ومواطنه سالمون كالو، بالإضافة إلى الغاني مايكل إيسيان والنيجيرى جون أوبى ميكيل، والأمر نفسه بالنسبة لفريق يعاني من شبح الهبوط إلى الدرجة الثانية مثل بورتسموث، الذي سيفتقد عدداً كبيراً من اللاعبين في مقدمتهم الجزائريان نذير بلحاج وحسان يبدة. وتابعت مبرزة، أن هذا التضرر لا ينحصر فقط في البطولة الإنكليزية، بل امتد إلى باقي البطولات الأوروبية وتحديدا فرنسا وبلجيكا الأكثر تضررا، وكذلك البطولة الإسبانية، الذي سيعاني متصدره برشلونة من غياب ثنائي خط الوسط يحيى توريه وسيدو كيتا، ويتشابه موقف إنتر ميلانو صاحب المركز الأول في البطولة الإيطالية، حيث سيغيب عنه كل من صامويل إيتو وسولي مونتاري... وعلى الرغم من قدرة الأندية على تجاوز هذه الأزمة في كل بطولة للأمم الإفريقية، إلا أن روي هودجسون مدرب فولهام الإنكليزي، كسر القاعدة هذه المرة، عندما أعلن عن غضبه من طلب المنتخب الغاني ضم لاعبه جون بانتسيل إلى معسكر "النجوم السوداء" يوم أمس، وهو ما رفضه هودجسون ووصفه ب "عدم احترام ". وذكر نفس المصدر، أن التعاطف مع مدربي هذه الأندية الذين يصرخون من غياب لاعبيهم يجب أن يكون في حدود، نظرا لمعرفتهم المسبقة بأن اللاعبين الذين يتعاقدون معهم من الأفارقة سيرحلون إلى منتخبات بلادهم في جانفي عاماً بعد عام للمشاركة في كأس الأمم الإفريقية، حتى أن بعض اللاعبين يضعون شروطا في عقودهم مع الأندية تسمح لهم بالمشاركة مع بلادهم في البطولة. وفي هذا الشأن، نقلت "بي بي سي " عن باتريك مبوما نجم المنتخب الكاميروني السابق، قوله : " أذكر أنني كنت على وشك الانضمام إلى أحد أهم الأندية الإنكليزية في صفقة جيدة بالنسبة لي على المستوى المادي والرياضي، إلا أنني رفضتها بسبب تمسكي بالمشاركة مع المنتخب الكاميرونى كلما استدعاني المدرب وتحديدا في كأس الأمم الإفريقية، ولكنني لم أندم على ضياع الصفقة لأنني كاميروني قبل أن أصبح لاعبا لكرة القدم، لذلك فنداء الوطن يأتي في المرتبة الأولى".