التقشف لن يمسّ الجنوب.. و«الخلاطين» سيعودون بقوة خلال التشريعيات والرئاسيات أين هي أموال الدولة يا ولاة الجنوب؟.. كأننا في قرية خاوية على عروشها! توعّد وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي، بسحب ميزانية الولايات التي لم تستنفذ كل الإمكانيات المتاحة لها في تحسين وضعها المالي ولم تتمكن من توجيه تلك الأموال لما هو أهم، وتفضل دفع أموال اقتطاعات من ميزانياتها لتسديد الديون بقرارات قضائية، مشددا على أن تلك البلديات غير معنية بأي شكل من أشكال الدعم المركزي، وسيكون عليها مواجهة قدرها لوحدها.قال المسؤول الأول عن قطاع الداخلية، أمس، في كلمته خلال لقائه مع ولاة الجنوب بولاية ورڤلة، إن الدولة منحت الوقت الكافي للمسؤولين وهي تنتظر ردة فعل قوية من قبلهم للخروج من حالة الانتظار والتيه التي يوجد فيها البعض والتخلي عن المقاربة البيروقراطية للأمور واعتماد منهجية مغايرة. وأضاف بدوي بأن الدولة ستواصل دعمها لولايات الجنوب من أجل التقليل من الفوارق في مجال المرافق العومية والشبكات القاعدية، لكنه أشار إلى أنه على الولاة والمسؤولين المحليين مراعاة الاقتصاد قبل الخوض في تكاليف التهيئة في المشاريع التنموية لتفادي أي أعباء إضافية لن تتحملها خزينة الدولة في هذا الظرف الحساس. وأكد الوزير أن هناك ولايات وبلديات في الجنوب الكبير لها إمكانيات مالية ضخمة تكفيها شر الحاجة، بل وتكفي البلديات المجاورة لها، وهي على ضخامتها لا تعدو إلا أن تكون جزءا بسيطا من الموارد التي يمكن أن تحصلها. وأضاف بدوي قائلا: «من غير المعقول، بل ومن غير المقبول، أن تزخر بعض بلديات المنطقة بموارد مالية سنوية كبيرة حباها الله بها، في حين الزائر لها يبدو له وأنه دخل قرية خاوية على عروشها، مسها ما مسها من نوائب الدهر، وإنه من غير المقبول أن تزخر بعض الولايات والمدن الجنوبية بموارد مالية معتبرة بفضل الجباية شبه النفطية في حين مدنها لا تزال تعرف عجزا في مرافق أساسية واهتراء في طرقها وشبكاتها، وتتطلع لتحويلات مالية مركزية تساعدها على تدارك العجز المسجل». من جهة أخرى، ذكر وزير الداخلية بأن عهد التحويلات المالية قد ولى، لكنه أشار على أن المنطقة لا زالت في حاجة لمرافقة في برامجها التنموية، مشددا بأن مرافقة الدولة ستوجه فقط للجماعات المحلية التي هي في أمس الحاجة لها، والتي تعاني من عجز هيكلي لا يمكن تجاوزه من دون دعم خارجي. وشدد الوزير على أنه يجب ضمان العدالة والمساواة في الفرص لأبناء الولايات الجنوبية من أجل التوظيف في مناصب الشغل وتقلّد المسؤوليات التي تتناسب ومؤهلاتهم، والعمل في إطار مخطط هادف لتمكين أبناء الجنوب الكبير، مخاطبا إياهم قائلا: «شاركوا في الجهد التنموي الوطني دونما اكتراث لنعرات جهوية وعرقلية يحلو للبعض ممن يتحينون الفرص للنعيق بها». من جانب آخر، وجّه ممثل الحكومة تعليمات لولاة الجنوب من أجل استغلال الطاقة الشمسية في الإنارة العومية التي تستنزف الخزينة أموالا طائلة.