لا تزال العشرات من العائلات القاطنة في الأحياء الشعبية والتجمعات السكنية القديمة على أطراف مدينة خنشلة، وعدد من أصحاب المحلات التجارية والورشات على طول واجهة طريق الوزن الثقيل، يحصون خسائرهم ويحاولون في سباق مع الزمن إصلاح شأنهم، بعد أن تعرضت محلاتهم ومساكنهم لسيول الأمطار الطوفانية التي اجتاحت ولاية خنشلة، نهاية الأسبوع. السكان والتجار ممن تضرروا من السيول التي اخترقت محلاتهم ومساكنهم وغمرتها أطنان الأوحال والنفايات المندفعة من سفوح جبل الشابور وعبر ساحات وشوارع المدينة، عبّروا عن قلقهم الشديد واستيائهم العميق إزاء ما وصفوه بعدم مبالاة السلطات المحلية وتعاملها مع هذه الظاهرة المتكررة بكثير من الاستخفاف، وكانت فيضانات عارمة مصحوبة بحبات البرد قد اجتاحت ولاية خنشلة، نهاية الأسبوع، وتسببت في خسائر مادية معتبرة، لاسيما في المحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة عبر العديد من البلديات والقرى، فيما اجتاحت السيول الجارفة شوارع وساحات المدن، أين عرقلت حركة المرور واندفعت المياه لتغرق عشرات المساكن والمحلات التجارية على أطراف مدينة خنشلة والأحياء القصديرية على طول وادي بوغقال وحي موسى رداح . كمال حشوف، رئيس بلدية خنشلة، أوضح أنه شخصيا رفقة أعضاء المجلس بصدد التقليل من الآثار الوخيمة لتركة سوء التسيير والغش في المشاريع خلال العهدات السابقة، مع التطلع لإمكانية طلب الدعم من سلطات الدولة المعنية للحد من هذه الآثار وإصلاح ما يمكن إصلاحه بأقل الخسائر. كما سببت الأمطار الغزيرة المتهاطلة، أول أمس، بمدينة العلمة في سطيف، فيضانات عارمة سدت كل الطرق، وجعلت الوديان بالمدينة تمتلئ، فيما أحدثت حبات البرد المتساقطة والتي كان حجمها كبيرا خسائر معتبرة، من تحطيم زجاج السيارات وكذا بعض واجهات المحلات، حسب عدد من السكان الذين تحدثت معهم «النهار»، الأمطار الغزيرة التي شهدتها مدينة العلمة، وصلت إلى 50 ملم، وهي الكمية التي تسببت في فيضانات لم تكن متوقعة لدى الكثير من المواطنين، خاصة بعد انسداد البالوعات بسبب تراكم الأوساخ والتربة، حيث تحولت مدينة العلمة بين العشية وضحاها إلى مدينة عائمة بمياه ملوثة، خاصة بعد أن جرفت مياه الفيضانات بعض ممتلكات السكان، خاصة أصحاب المحلات التجارية، الذين كانوا يعرضون سلعهم خارج المحلات، وتسببت أيضا في خسائر في مساحات شاسعة من الخضروات الموسمية وقلعت أشجارا مثمرة، وشلت حركة المرور بالطريق الرئيسي الطريق الوطني رقم 5 وبعض الطرقات الثانوية، فيما عزلت الأمطار بعض المواطنين بعدة قرى بسبب تراكم المياه والأوحال، حيث أشار شهود عيان من المنطقة، إلى أن حبات البرد التي تساقطت لمدة حوالي نصف ساعة، يزيد وزنها عن 30 غراما، مما كبّد الكثير من سكان المنطقة خسائر تتمثل أولا في تكسير واجهات بعض المحلات التجارية وزجاج السيارات وتهشيم هياكلها، وفاجأت حبات البرد الكبيرة الفلاحين وأصحاب البيوت البلاستيكية، واستمر تساقطها لأكثر من نصف ساعة، وخلّف ذلك الكثير من الأضرار على مستوى الأشجار ومحاصيل البطاطا والمساحات الخضراء وكذا البيوت البلاستيكية.