شرع التنظيم الإرهابي لما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في اعتماد أسلوب ''رخيص'' جديد للحصول على الدعم المالي واللوجستي لعناصره، بعد أن فشلت كل محاولاته في استقطاب مجندين جدد وشبكات دعم جديدة، حيث يعمد حاليا إلى تقتيل المواطنين العزل البسطاء، من رعاة وموالين، إذ عرفت إذ عرفت الآونة الأخيرة اغتيال عدد كبير من الرعاة بزرع ألغام في الأماكن التي يسلكونها، بعد رفضهم الرضوخ لطلبات التنظيم الإرهابي والمتمثلة في دفع الجزية، ورصد تحركات مصالح الأمن. يأتي هذا بعد أن أصبح التنظيم الإرهابي مكبلا في معاقله عقب القضاء على عدد كبير من عناصره، وتفكيك شبكات الدعم والإسناد التي كانت تمده بالمعلومات والمؤونة، حيث تمكنت مصالح الأمن خلال الأشهر الأخيرة من تفكيك أكثر من 300 شبكة للدعم والإسناد.وتعتبر هذه الحملة الشرسة التي تشنها الجماعات الإرهابية ضد الرعاة، نتيجة للضربات الموجعة التي نجحت في تنفيذها قوات الأمن المشتركة، من جيش شرطة، ودرك وطني، إلى جانب عناصر الحرس البلدي والدفاع الذاتي، إذ جففت مصالح الأمن مختلف شبكات الدعم والإسناد، ليعلن تنظيم أبو مصعب عبد الودود واسمه الحقيقي عبد الملك دروكدال حرب الألغام على الموالين والرعاة متفننا وكعادته في التقتيل اللاانساني في زرع الألغام في المسالك الجبلية المؤدية إلى أماكن تموقعهم وفي الأراضي الفلاحية، موجها آلة الموت إلى الرعاة الرافضين تزويده بما تحتاجه، بعد أن انتهج سياسة تقتيل عشوائية ضد كل المواطنين، بدعوى دعمهم لمصالح الأمن، مستندا في ذلك على فتوى ''التترس''، رغم تحريم علماء الأمة الإسلامية انتهاج سياسة التقتيل في ارض المسلمين وضد كل مواطن جزائري سواء كان مدنيا أو عونا من أعوان الأمن. وقد شهدت المناطق النائية بالشرق الجزائري خاصة بولاية تبسة حيث تتموقع بعض بقايا التنظيم، منذ شهر فيفري من السنة الجارية اغتيال ما يقارب العشر رعاة، آخرها استهداف ثلاثة موالين في انفجار لغم زرع من طرف المجموعة إرهابية تنشط بمناطق بئر العاتر مساء الأربعاء المنصرم بعد الظهر تحت عجلات شاحنة تحمل ترقيم 39 وادي سوف كان على متنها ثلاثة موالين، قادمين من ولاية وادي سوف بحثا عن مكان لرعي الماشية حيث أدى الانفجار إلى وفاة موال يدعى ''ريغي ضو 40 سنة'' وإصابة مرافقيه البالغين من العمر 48 و 51 سنة بجروح خطيرة، وتأتي هذه العملية بعد مضي يومين على الانفجارين اللذين أديا لمقتل 8 مواطنين بينهم موالون، ليرتفع العدد في ظرف أسبوع إلى 9 قتلى وجريحين حالتهما خطيرة للغاية، من جهتها وسعت قوات الأمن المشتركة والقائمة بعمليات تمشيط واسعة النطاق صباح الجمعة في ألأماكن شبه الصحراوية وإلى غاية حدود ولاية وادي سوف. وتأتي مساعي التنظيم الإرهابي في البحث عن طريقة جديدة للتمويل بعد أن اعتمد في وقت سابق الاتفاق مع عائلات بعض المواطنين الأثرياء باختطاف أبنائها ثم إطلاق سراحهم مقابل فدية متفق عليها مسبقا، توجه أساسا لدعم التنظيم بالأسلحة والمؤونة، غير أن تفطن مصالح الأمن لهذه الحيل، جعل التنظيم الإرهابي يتخلى عنها ويسعى لابتزاز الفقراء ممن يقتاتون من الرعي وتربية المواشي، إلى جانب ذلك سعت جماعات دروكدال لفرض الجزية على المواطنين بالمناطق النائية مقابل الإبقاء على أرواحهم حيث شهدت المناطق النائية للشرق الجزائري بيانات تهديد ووعيد ضد الرافضين لدفع الجزية، ليخترع الأمير الوطني لما يعرف بتنظيم القاعدة شكلا جديدا من أشكال الابتزاز لأفقر فئة من المواطنين، باستهداف الرعاة. كرونولوجيا ألغام التنظيم الإرهابي ضد المواطنين العزل بالشرق ديسمبر 2008 انفجار لغم على أربعة رعاة بمنطقة قنتيس أحدهما بترت ساقاه. - انفجار لغم تحت عجلات سيارة بداية شهر جانفي 2009، على متنها ( عبد المالك ح) وهو مربي الماشية رفقة راع ومرافق آخر بمنطقة ثليجان، أصيب الراعي وبترت ساق مرافقه. -شهر فيفري 2009 إصابة أربعة مواطنين بمنطقة ثليجان كانوا يجمعون الفطريات، بترت ساقي اثنين منهم . - نهاية شهر فيفري انفجار لغم أرضي بمنطقة فوم المطلق دائرة العقلة المالحة، أودى بحياة عائلة متكونة من 4 أفراد بينهم رضيع لا يتجاوز الشهرين ورب العائلة (موال) ومقتل رئيسي فرقة الدرك الوطني لدائرتي العقلة المالحة وبئر العاتر. - 14 مارس الجاري ذبح الموال( قبلة الجموعي) وانفجار لغم في اليوم الموالي على خمسة من أقربائه، قتلوا جميعا. - 17 مارس الجاري، انفجار لغم بمنطقة برزقان القريبة من أم علي الحدودية تحت عجلات سيارة نوع بيجو، كان على متنها ( مجاهد ومسلح وهو الحاج الطاهر بوقرة رفقة ابنه محمد بوقرة صاحب العشرون سنة لقوا مصرعهم. - 18 مارس الجاري، انفجار لغم بمنطقة صحراوية بالمكان المسمى بوموسى الفاصل بين بئر العاتر ودائرة نقرين 124 كلم جنوبتبسة، أودى بحياة موال( ريغي ضو 40 سنة) وإصابة 2 من مرافقيه حالتهما حرجة.