أحالت غرفة الاتهام بمجلس قضاء العاصمة، مؤخرا، ملفا خطيرا يتعلق بالشبكات اللوجستية لعناصر الدعم والإسناد، التي كشف التحقيق مع عناصرها الاستراتيجية التي شرع في تطبيقها تنظيمئالجماعة السلفية للدعوة والقتال تحت إمرة الإرهابي عبد المالك دروكدال، قبل أن يتم كشف أمرها من طرف مصالح الأمن.وتبين من خلال التحقيقات، أن التنظيم الإرهابي حاول استقطاب عدد من الشباب الخليجين للانخراط ضمن الجماعة السلفية بعد فشلها الذريع في تجنيد أكبر عدد من الشباب المغاربة تحت راية ما يسمى بالجهاد.. وكشفت تحريات المصالح الأمنية المختصة أن التنظيم استغل بعض شباب العرب المتطرفين والمتشبعين بفكرة القتال في العراق وأفغانستان، لتجنيدهم في صفوف الجماعة السلفية التي أطلقت على نفسها إسم ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي''، إلا أن مرسول دروكدال فشل في مهمته اللوجستية بدول الخليج ليحول وجهته إلى بعض المتطرفين الليبيين في محاولة لاستقطاب تعاطفهم ودعم الإرهاب في الجزائر وتعزيز العمليات الانتحارية بها، ولكن مصالح الأمن الليبية سبقت مخطط دروكدال وألقت القبض على أحد المتطرفين المعنيين بعملية التجنيد. التحقيق الذي خضع له عناصر الدعم والإسناد بالغرفة التاسعة لدى محكمة سيدي أمحمد، أظهر أن الشبكة المعنية كانت تخضع لإمرة كتيبة الأرقم ببومرداس وأن عملها الأساسي تمثل في استقطاب المتطرفين العرب والتحضير لعمليات انتحارية عن طريق مراقبة المواقع الحساسة، لاسيما ميترو الجزائر واستهداف الأجانب العاملين به، لأجل إعطاء صبغة جديدة للعمليات الإرهابية بالجزائر وتقديمها كقربان لتنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن لأجل الحصول على مباركتها وإعطاء شرعية أكثر لأعمالها الدموية، إلى جانب تبييض أموال الفدية التي تتحصل عليها الجماعات الإرهابيةئكغنيمة وعائد تأتيها من عمليات الاختطاف المتركزة بكثرة في ولايتي تيزي وزو وبومرداس واستثمارها في مشاريع تجارية باسم عناصر الإسناد حتى لا يتم كشف أمرها. ويتابع المتهمون المقدر عددهم ب 14 عنصرا من العاصمة وبومرداس، بتهم خطيرة أبرزها الانخراط ضمن جماعة إرهابية مسلحة والعمل كعناصر دعم وإسناد وتبييض الأموال. فيما يؤكد قرار الإحالة أن عملية القبض على المتهمين تمت من طرف عناصر فرقة مكافحة الإرهاب التابعة للمقاطعة الشرقية للشرطة القضائية بالعاصمة، التي تمكنت من تفكيك شبكة الدعم والإسناد التابعة لكتيبة الأرقم ببومرداس. فيما كان يترأس عناصر الدعم الإرهابي ''غ.ر'' المكنى ميلود وهو أحد عناصر كتيبة الأرقم، هذه الأخيرة كانت قد كلفت المتهم ''ب.ه'' بربط الاتصال ببعض المتطرفين الخليجيين الذين التقى بهم خلال أدائه مناسك العمرة وعلم منهم رغبتهم الشديدة في الانضمام لعناصر المقاومة بالعراق، وقد انتقل إلى السعودية بغرض إقناعهم بالفكرة، وقد اقتنى شريحة من نوع نجمة لإعادة الاتصال بهم، خاصة وأن الفكرة قيد التجسيد، إذ أصبحت محل اهتمام جماعة دروكدال الذي بارك تنقل ''ب.ه'' إلى مقر إقامتهم. ولم تتوج الزيارة التي قام بها هذا الأخير بانضمام أي عنصر من هؤلاء الأشخاص الذين تحدث عنهم ''ص.س''، الأمر الذي جعل المعني بالزيارة يغير وجهته نحو ليبيا للتفاوض مع عنصرين آخرين وتسهيل مهمة التحاقهما، وقد تنقل إلى مدينة بن غازي، حيث وجد الشخص المقصود قد قبض عليه وأودع السجن، فيما أعرض عنه الهدف الثاني الذي كان يعمل بائع أحذية بسوق العرب. وسرد المتهم ''ب.ه'' وهو أول من ألقي القبض عليه في إطار تفكيك هذه الشبكة أنه تلقى أموالا من الإرهابي ''غ.ر''، الذي طالبه بضرورة استثمارها في مشاريع تجارية تعود فائدتها لصالح الجماعات المسلحة، حيث قام هذا الأخير -حسب تصريحاته- بفتح محل للمواد الغذائية يمون من خلاله العناصر الإرهابية بكل ما تحتاجه من مؤونة. وأضاف المتهم أن علاقته بالجماعات الإرهابية بدأت سنة 2006 بعد إشرافه على عملية البحث عن أبناء أخيه الإرهابي، الذي قضي عليه من طرف عناصر الأمن ليجد أن زوجته قد تزوجت إرهابي آخر وأنه تبنى أولادها، حيث سلمه زوجها رقم هاتف الإرهابي ''غ.ر'' الذي أصبح فيما بعد يوجهه وفق مخططات الجماعة. وجندت الشبكة عددا من الشباب الذين التحقوا بمعاقل الجماعة المسلحة، فيما ربطوا الاتصال بعددا من مهندسي الإعلام الآلي الذين تواطؤوا معهم في تزوير بطاقات التعريف وكذا رخص السياقة، تسهيلا لمهمة تنقل العناصر الإرهابية وكذا تغيير هويات الإرهابيين الأجانب، الذين كانوا يريدون ربط الاتصال معهم بغرض الالتحاق بالجماعات الإرهابية الناشطة بالجزائر، وينتظر من محاكمة المتهمين ال 14 من طرف محكمة الجنايات، الكشف عن الخطط الجديدة لتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال وكيفية محاولة استقطاب أكبر عدد من المتطرفين العرب الراغبين في الجهاد بالعراق وأفغانستان، إلا أن تنظيم دروكدال حاول استغلال هذا التشبع لتدعيم نشاطات تنظيمه الدموية بالجزائر.