نقلت صحيفة هآرتس العبرية أمس عن قائد عسكري قوله إن حاخامين في الجيش الإسرائيلي أبلغوا القوات المقاتلة في الحرب على غزة في جانفي أنهم يخوضون "حربا دينية" ضد غير اليهود. وأضاف "رسالتهم كانت واضحة للغاية.. نحن الشعب اليهودي جئنا إلى هذه الأرض بمعجزة وأعادنا الله إلى هذه الأرض ونحتاج الآن لأن نقاتل حتى نطرد الأغيار الذين يتدخلون في فتحنا لهذه الأرض المقدسة". ونشرت التقرير الذي جاء على لسان رام وهو اسم مُستعار لإخفاء هوية الجندي من قبل صحيفة هاأرتس ذات الإتجاه اليساري في اليوم الثاني من تقارير هزت جيش الاحتلال الإسرائيلي. وتسربت التصريحات من اجتماع عقد في 13 فبراير لأفراد القوات المسلحة للحديث عن خبراتهم خلال الصراع في غزة. وتحدث بعض المحاربين القدامى وهم خريجو أكاديمية عسكرية تابعة لقوات الجيش الإسرائيلية عن مقتل مدنيين وانطباعهم بأن ازدراء شديدا للفلسطينيين يسود صفوف القوات الإسرائيلية. وأكد رئيس الأكاديمية داني زامير أن التقارير التي نشرت يوم الخميس صحيحة. وفي مقتطفات مطولة في عدد نهاية الأسبوع يوم الجمعة نقلت الصحيفة عن رام قوله إن انطباعه عن العملية التي استمرت 22 يوما كان "الشعور بأنها مهمة تكاد تكون دينية". وأضاف أن ذلك بدأ عندما جمع سارجنت متدين في وحدته "فصيلة كاملة من الجند ورأس الصلاة من أجل أولئك الذين سيخوضون المعركة." وتابع "وكذلك عندما كنا في الداخل أرسلوا إلينا تلك الكتيبات المليئة بالمزامير.. إنني أتذكر المنزل الذي كنت أقيم فيه لمدة أسبوع كان بأمكاننا أن نملا غرفة بالمزامير التي أرسلوها". وشعر الضابط انه كان هناك "فجوة ضخمة بين ما أرسلته إدارة التعليم بالجيش وبين ما أرسلته حاخامية قوات الجيش الإسرائيلية. وأضاف إن إدارة التعليم وزعت منشورات حول تاريخ قتال (إسرائيل) في غزة من عام 1948 حتى الوقت الحالي. غير أن رسالة الحاخامية نقلت للكثير من الجنود الشعور بأن "تلك العملية هي حرب دينية". وتحدث قائد فرقة من لواء جيفات الذي ينتمي إليه رام يدعى افيف عن بواعث قلقه بشأن أوامر تحطيم الأبواب بعربات مدرعة وإطلاق النار على أي شخص في الداخل. وجرى تعديل القرار في وقت لاحق ليشمل "استخدام مكبرات صوت" حتى يتسنى للقوات المتقدمة أن تبلغ السكان أن لديهم خمس دقائق لكي يخرجوا أو يقتلوا. وتابع افيف انه "كان هناك لحظة مزعجة للغاية" عندما أطلع رجاله على الأمر وتحداه أحدهم قائلا "نعم.. كل شخص في الداخل هو إرهابي إنها حقيقة معروفة.." ونقل عن افيف قوله "ثم انضم رفاقه (قائلين) نحتاج لان نقتل أي شخص يكون هناك نعم أي شخص في غزة هو إرهابي وكل الأمور الأخرى التي يملأون بها رؤوسنا في وسائل الإعلام". وطبقا لجندي يدعى موشيه فان التحقيقات بشأن السلوك في القتال لا تؤخذ على محمل الجد. وأضاف أن الوضع يمكن تلخيصه فيما يلي: "من غير اللائق أن نقول ذلك لكن لا أحد يهتم على الإطلاق.إننا لا نحقق في ذلك.هذا ما يحدث خلال القتال.."