شهد تنظيم ما يسمى بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، اختراق أمني واسع على مستوى أغلبية الكتائب الناشطة تحت لوائه، خاصة في ولايات الوسط، ما زعزع كثيرا من استقراره المزعوم وأحبط العديد من مخططاته الإرهابية التي كان ينفذها في منطقة وسط البلاد. وبعد تطبيق استراتيجيات أمنية فعّالة على عدة مستويات في السنوات الأخيرة، أوقفت بشكل كبير مخططات دروكدال، وتمكنت من تفكيك جميع ''الخلايا النائمة''، خاصة المتمركزة بالعاصمة، من خلال العديد من التوقيفات التي قامت بها مصالح الأمن على مستوى ولايات الوسط، ومن بين عناصرها كذلك التي امتثلت لقانون المصالحة الوطنية، واندمجت في المجتمع مع تطليق العمل الإرهابي، والتنسيق له على كل المستويات وبإعلان ولائه إلى القاعدة، حاول دروكدال التركيز على الخلايا النائمة في تنفيذ مخططاته الإرهابية وبتفكيكها من طرف مصالح الأمن، وجد تنظيم القاعدة معطيات جديدة على مستوى الاستراتيجيات الأمنية مختلفة عن ما عرفته القيادات الإرهابية في عهد الجماعة السلفية للدعوى والقتال، حيث كان وجود «خلايا نائمة» يمثل تهديدا مستمرا، بانتظار عناصرها أوامر قيادي التنظيم الإرهابي، لتنفيد عمليات عنف ضد منشآت أو شخصيات رسمية أو مقرات أمنية أو عمومية ووجد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي نفسه، أمام واقع جديد وحتمية سد الفراغ الكبير في تنظيمه، بتفكيك الخلايا النائمة، ومواصلة نشاطها الإرهابي، ولم يجد إلا المجندين الجدد الذين غرر بهم، لسد هذا الفراغ، لتنفيد عملياته الإجرامية، ولأن العناصر المجندة الجديدة، لا تملك الخبرة الكافية مع صغر السن، حيث أغلب الملتحقين بالجبال مراهقين لا يتجاوزون سن 18 ، استغلت الجماعات أوضاعهم الاجتماعية المتأزمة، وزجت بهم في صفوف الجماعات المسلحة.