شككت صحيفة "الإيكونوميست" البريطانية في عدد الصادر، أول أمس، في قدرة ما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي على زعزعة استقرار بلدان المنطقة، مشيرة إلى أن مستوى العنف في الجزائر في تراجع مستمر وأن الجماعات المسلحة تم دحرها إلى منطقة واحدة وهي شرق العاصمة. خ.س "شبكة إرهابية حقيقية في شمال إفريقيا؟" تحت هذا العنوان الاستفهامي، أوردت "الإيكونوميست" إحدى كبريات الجرائد البريطانية في عددها الصادر أول أمس، تقريرا حول واقع نشاط تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، حيث اتجه هذا التقرير إلى التشكيك في أن يتمتع هذا التنظيم الإرهابي بالقوة الكافية التي تؤهله لأن يصبح تنظيما إقليميا. وقالت الإيكونوميست إن هناك عدة دلالات على أن الجامعات الإرهابية المسلحة التي تنشط في منطقة شمال إفريقيا تتمتع بالقوة الكافية والضرورية لزعزعة استقرار بلدان المنطقة، وأوردت "الإيكونوميست "حالة الإرهاب في الجزائر كدليل على أن هذا التنظيم لا يتمتع بالقوة اللازمة لتحقيق مآربه المنشودة حيث قالت إن الجماعات المسلحة في الجزائر تنشط على المستوى المحلي ذلك أنها تنفذ هجماتها منذ مدة في منطقة واحدة وهي شرق العاصمة التي تعتبر منطقة جبلية وعرة. وأضافت الصحيفة بالقول إن وجود هذا التنظيم في شرق العاصمة ليس مستقرا حيث أن مصالح الأمن تشوش عليه من خلال اشتباكاتها اليومية مع الجماعات الإرهابية،مشيرة إلى أنه في كل مرة يحقق فيها رجال الأمن انتصارا ساحقا على هذه الجماعات يلجأ ما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي إلى تنفيذ عملية انتحارية أو تفجير عن بعد يستهدف مراكز عسكرية أو حتى أهدافا أجنبية في بعض الأحيان. وأوضحت الصحيفة نقلا عن الباحث جورج جوفلي الخبير في شؤون المغرب العربي بجامعة كامبردج أن مستوى العنف في الجزائر في تراجع مستمر، مشبها ذلك بمستوى العنف في كولومبيا. ومن جهة أخرى، لاحظت الصحيفة أن ما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ينشط في بقية بلدان منطقة شمال إفريقيا بصفة غير منتظمة، في إشارة واضحة إلى أن هذا التنظيم لا يتمتع بالقدرة الكافية لتغطية كامل المنطقة وهو بذلك ليس منظمة إرهابية إقليمية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وفي السياق أعطت "الإيكونوميست" مثالا على ذلك الضربات التي تلقاها التنظيم الإرهابي مؤخرا في المغرب عندما تمكنت قوات الأمن المغربية من تفكيك عدة خلايا إرهابية، أما في موريتانيا فإن هذا التنظيم مازال عاجزا على أن يكون تهديدا فعليا للبلاد، تضيف الصحيفة.