عرف تنظيم ما يسمى بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، هزيمة حقيقية في جبال تيزي وزو، التي أرادها المعقل الرئيسي له، وألحقت بهذا التنظيم سلسلة من الخسائر البشرية والمادية من خلال المواجهات العسكرية، تطبيقا لاستراتيجيات أمنية محكمة طبقت. وقد مكن اكتشاف أهداف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، من تفكيك قوات الأمن لأهم الخلايا النائمة التي اعتمد عليها كثيرا التنظيم في إعادة بعث نشاطه، وتم الكشف عن عنصر مهم في هذه الحرب هي أن التنظيم ليس له أية علاقة بالقاعدة تنظيميا، إنما له ارتباطات إيديولوجية تحولت بعد ذلك إلى مصالح شخصية. ويعيش تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، أسوء مراحله خاصة بتواصل عملية التمشيط التي باشرتها قوات الأمن المختلطة، الذي يعزز الخناق عليها، حيث تخضع العملية باستعمال آلات حربية وعسكرية، أضف إلى ذلك تفكيك العشرات من خلايا الدعم والإسناد، وتوقيف المئات من الناشطين فيها بولايات الوسط، وتدمير العشرات من الكازمات والمخابئ الأرضية المتواجدة بغابات المنطقة، وهي معاقل الجماعات الإرهابية الناشطة بميزرانة، وجماعة أبو دجانة الناشطة ببومرداس. وكانت الإحباطات المعنوية لعناصر القاعدة ومجنديها وفشل القياديين في رفعها، سببا في تسليم ما يزيد عن 80 إرهابي نفسه إلى قوات الأمن، وذلك ارتباطا بالفترة الزمنية المذكورة سابقا، وهي قائمة مرشحة للارتفاع مع توالي إحباط قوات الأمن العمليات المختلفة لبعث النشاطات الإرهابية بولاية تيزي وزو، سواء على المستوى الدعم اللوجيستيكي بأحكامها على تنقلات عناصر دعم الجماعات الإرهابية ومن جهة شل تحركات العناصر الإرهابية بغابات منطقة القبائل، من وإلى الغابات المجاورة لها.