رفض وزير المجاهدين الطيب زيتوني الخوض في التصريحات والاتهامات التي أطلقها عدد من السياسيين والمجاهدين السابقين ضد بعضهم البعض، داعيا إلى اعتبار ذلك في خانة الإيجابية، «لأن المجاهدين والشهداء الأبرار الذين شاركوا في ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 ليسوا ملائكة، وإنما هم بشر مثلنا والبشر يخطئون ويصيبون ».وأضاف المسؤول الأول عن القطاع في تصريح للصحافة، أمس على هامش يوم دراسي حول الدبلوماسية الجزائرية «من دبلوماسية تقرير المصير إلى دبلوماسية تصدير السلام»، بأن وزارة المجاهدين ضبطت مع مديرياتها الولائية كل الترتيبات النهائية الخاصة بالبطاقية الوطنية للمجاهدين عن طريق إدخال أجهزة الإعلام الآلي، قائلا: «أدخلنا نظاما يسمح بضبط البطاقية الاجتماعية وبطاقية الاعتراف وبطاقية التراث، جمعنا كل الإحصائيات وقمنا بسمح شامل عبر كافة التراب الوطني لمقابر الشهداء والمعالم التاريخية والتذكارية ومراكز التعذيب». وفي رده على سؤال حول عدم تحرك الوزارة على خلفية اتهامات أطلقها بعض السياسيين والمجاهدين ضد بعضهم ووصول الأمر إلى الاتهام بالتخوين، قال زيتوني: «أنا أرى أن تخوين المجاهدين لبعضهم البعض أمر إيجابي، وهناك يقظة وصحوة بالنسبة لإنتاج التاريخ وهناك إنتاج غزير، والآن الجامعات والمفكرون الكل يكتب عن التاريخ، عندنا أكثر 16 ألف شهادة، وهذا جانب إيجابي يطغى على الجانب السلبي، ونحن نتدخل فقط عن طريق اللقاءات بين المجاهدين، لأننا لا يجب أن نحتكر التاريخ والذاكرة لأنهما قاسم مشترك لكل الجزائريين، وأنا أدعوا المجاهدين وضباط جيش التحرير لكتابة مذكراتهم، وأعترف بأن الأخطاء تقع والثورة لم يقم بها ملائكة وإنما بشر مثلنا».وحول استرجاع جماجم الشهداء الجزائريين المتواجدين بمتحف الإنسان بباريس، قال الوزير: «هناك تماطل من قبل السلطات الفرنسية وإرادة من قبل السلطات الجزائرية، وقد سعينا عن طريق قنوات دبلوماسية، والآن هناك تنسيق كبير بين وزارة المجاهدين ووزارة الخارجية التي كلفت سفير الجزائر بباريس بإعادة بعث المفاوضات بين الطرفين».