وسط بكاء زوجته وبناته وفي مشهد تقشعر له الأبدان، أقدم، عشية أول أمس، شاب في الثلاثينيات من العمر على محاولة الانتحار حرقا رفقة زوجته وبناته الثلاث داخل مقر دائرة ڤجال جنوبي شرق سطيف، بعد أن قام بصب البنزين على أجسامهم جميعا لولا تدخل المواطنين، وهذا بعد أن سدت الأبواب في وجه نتيجة إقصائه من قائمة المستفيدين من السكن الاجتماعي، والتي تضم 360 وحدة ببلدية أولاد صابر، في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يتخبط فيها.القصة التي صنعت الحدث بالمنطقة وكانت حديث العام والخاص هناك، أكدت أن الأسباب التي دفعت الشاب إلى فعلته هذه، تعود إلى قيام رئيس الدائرة المنتهية عهدته بحذف اسمه من قائمة المستفيدين من السكن الاجتماعي واستبداله بأحد معارفه، حسب ما ورد إلى المعني، واستنادا إلى شهود عيان، فإن هذا المواطن تقدم نهاية الأسبوع الماضي إلى الدائرة للاستفسار عن أسباب حذفه من قائمة المستفيدين من السكن، فأخبره رئيس الدائرة بأن لجنة الطعون على مستوى الولاية هي من قامت بإقصائه، فما كان عليه سوى التوجه إلى الولاية للاستفسار أيضا عن الأسباب، هناك تفاجأ حينما علم أن رئيس الدائرة هو من طلب من اللجنة الولائية للطعون حذف اسمه وإقصائه، ما دفعه للتوجه إلى الدائرة صبيحة أول أمس لمقابلة الرئيس، إلا أن هذا الأخير رفض استقباله، فما كان عليه سوى جلب زوجته وبناته الثلاث والعودة ثانية إلى مقر الدائرة في حدود الساعة الثالثة والنصف زوالا، والتوجه مباشرة إلى مصلحة السكن بالدائرة، حيث قام بإخراج دلو بنزين من محفظة ابنته ورشها على جميع أفراد عائلته وسط صراخهم، وحاول إضرام النار أمام مرأى العاملين بالمصلحة في مشهد تقشعر له الأبدان، ولحسن الحظ تدخل أحد العقلاء بالمنطقة وتقدم من المعني، أين تمكن من إقناعه بالعدول عن فعلته، وأنه سيتكفل شخصيا بقضيته، لتنجو بذلك عائلة بأكملها من الموت الذي كان وشيكا.
