استند وزير الدولة وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني في تقييمه للوضع الأمني على النتائج الايجابية المحققة ميدانيا ضد ما يسمى بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وتزايد الخسائر في صفوف الجماعات الإرهابية وتحييد مجموعة من أمراء تنظيم عبد الملك درودكال، و تمكن قوات الجيش والأمن من التحكم في الوضع الأمني، وهو ما يمكن ملاحظته جليا من خلال التراجع في عدد الاعتداءات الإرهابية، وانحصار النشاط الإرهابي في مناطق محددة خاصة بمنطقة القبائل وجنوب البلاد. اعتبر وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية أن الأمور تسير نحو الأفضل بالنسبة لمصالح الأمن والجيش الوطني الشعبي في مكافحة الإرهاب، وقال نور الدين يزيد زرهوني أول أمس الخميس بالجزائر العاصمة، خلال ندوة صحفية نشطها على هامش حفل تخرج دفعتين لضباط الشرطة بالمدرسة العليا للشرطة بشاطوناف أنه :»على العموم الأمور تسير نحو الأفضل« مضيفا بأن الوضع يشهد تحكما أكبر من طرف الجيش الوطني الشعبي ومصالح الأمن بالنظر إلى »تزايد الخسائر المسجلة في صفوف الإرهابيين«. وفي محاولة لتفسير الاعتداءات الإرهابية التي نفذها عناصر من التنظيم الإرهابي المسمى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بمنطقة القبائل، خاصة عملية اغتيال سبعة من عناصر الحرس البلدي بولاية بجاية واستهداف دورية للدرك الوطني ومواطنين بتجلابين بولاية بومرداس، قال وزير الدولة وزير الداخلية أن ذلك يأتي جراء الضغط الممارس من طرف مصالح الأمن و الجيش الوطني الشعبي، فهناك عدد من الإرهابيين يحاولون الذهاب إلى مناطق أخرى، مشيرا إلى أن عددا من الإرهابيين تم القضاء عليهم بولايات عين الدفلة و المدية وتبسة ومؤخرا سيدي بلعباس، وذكر زرهوني في ذات السياق بمجموعة الأمراء الذين تم القضاء عليهم أو إيقافهم وكذا حجم الذخيرة التي استرجعت. تصريحات الوزير نور الدين يزيد زرهوني تأتي مطابقة للتحاليل المقدمة للوضع الأمني في الجزائر من أكثر من جهة داخلية وحتى خارجية، بحيث يلاحظ التراجع الكبير في العمليات الإرهابية من حيث الكيف والكم أيضا، خاصة بعد موجة التفجيرات التي شهدتها العديد من المناطق خاصة مدن وسط البلاد بما في ذلك العاصمة، وهذا منذ بداية 2007 إلى غاية نهاية 2008 وبداية 2009، وما أعقبها من اعتداءات لا تقل عنفا كانت عبارة عن كمائن مميتة على غرار كمين المنصورة ببرج بوعريريج وكمين الداموس بتيبازة والمجزرة التي استهدفت عناصر الحرس البلدي بسوق أهراس. وفضلا عن نجاح قوات الجيش والأمن في إفشال إستراتيجية التفجيرات الانتحارية، وتمكنها من تأمين المدن من الخلايا الانتحارية خاصة بفضل استعمال الأجهزة الكاشفة للمتفجرات، تم القضاء على عدد كبير من العناصر الإرهابية منهم أمراء وتفكيك عدد اكبر من خلايا الدعم والإسناد، وعلى غرار ما ذكره الوزير زرهوني فإن الضغط الممارس على عناصر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في العديد من مناطق البلاد هو الذي دفع بهذا التنظيم إلى تركيز تواجده في منطقتين رئيسيتين هما منطقة القبائل لما توفره هذه المنطقة للعناصر الإرهابية من إمكانية التخفي بالنظر إلى وعورة بالمسالك وكثافة الغطاء النباتي بها، ومنطقة جنوب البلاد بالنظر إلى شساعتها وصعوبة السيطرة عليها وتوفر الدعم الذي تقدمه خلايا التهريب للعناصر الإرهابية وتمويلها بما تحتاجه من أموال وحتى السلاح والذخيرة. لكن مع هذا نجحت قوات الجيش الوطني الشعبي، خاصة بفعل التركيز على الجانب الاستاخباراتي وتعاون المواطنين معها، فضلا عن استمرار موجات التوبة التي توفر للسلطات العسكرية معلومات بثمينة حول الجماعات الإرهابية، في محاصرة أغلب المعاقل الإرهابية، وقطع الإمداد عنها وإضعاف الجماعات الإرهابية ماديا وعقائديا مما حال دون التحاق المزيد من العناصر الجديدة بمعاقل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. ويبدو أن إبقاء أبواب المصالحة مشرعة أمام العناصر الإرهابية، ومحاصرة الإيديولوجية الإرهابية من خلال تشجيع النقاش الفكري الديني للضمان حصول مراجعات فكرية وسط التيار السلفي الجهادي، ونقل عملية مكافحة النشاط الإرهابي إلى البعد الإقليمي من خلال تنسيق الجهد بين دول الساحل الصحراوي التي عقدت مؤخرا اجتماعين لها بالجزائر لضمان مكافحة المد الإرهابي ومواجهة التدخل الأجنبي.