تراجع عدد ضحايا العنف الإرهابي في الجزائر على 20 قتيلا خلال شهر مارس المنصرم، أي بانخفاض مقدر ب 13 قتيلا مقارنة بشهر فيفري الذي سبقه والذي سجل خلاله سقوط 33 ضحية وسط المواطنين وقوات الأمن والعناصر المسلحة، وتأتي هذه الحصيلة في وقت لا تزال فيه المجموعات الإرهابية النشطة ضمن ما يسمى ب "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" تسعى لتصعيد الوضع الأمني وتواصل عمليات تسليم العديد من العناصر الإرهابية لأنفسهم في العديد من مناطق البلاد. كشف التقرير الشهري لوكالة الأنباء البريطانية "رويترز" أن عدد قتلى العنف الإرهابي في الجزائر قد بلغ خلال مارس المنصرم العشرين (20)، بحيث تراجع عن العدد المسجل عن شهر فيفري الذي سبقه حيث تم تسجيل 33 ضحية وهذا حسب تقارير صحفية. وكان الجيش الوطني الشعبي قد قضى في عملية نفذها بعين الدفلى في الثاني من مارس على مارس ثلاثة عناصر، وتمكن في السابع من نفس الشهر، انتحاري ينتمي إلى "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، يرجح أنه من جنسية ليبية من تنفيذ هجوما بحزام ناسف على مقر أمني بتدمايت بولاية تيزي وزو أودى بحياة شخصين، وفي التاسع من مارس أيضا اغتالت المجموعات إرهابية عنصرا أمنيا في حاجز مزيف بتيزي وزو، وفي 11 مارس تمكنت قوات الجيش الوطني الشعبي من القضاء على ثلاثة إرهابيين في نفس الولاية. وأوعز متتبعون للملف الأمني التراجع في عدد ضحايا النشاط الإرهابي في الجزائر إلى عدد من العوامل منها الحصار والضغط الأمني الذي تقوم به قوات الجيش وباقي أسلاك الأمن الأخرى على معاقل "تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"، وعودة موجة التوبة في الآونة الأخيرة على خلفية النداءات التي قام بها عناصر من نفس التنظيم سلموا أنفسهم لمصالح الأمن مؤخرا. وتحاول المجموعات الإرهابية التي تنشط تحت لواء ما يسمى ب "تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" القيام بعمليات استعراضية في محاولة لتسخين الجبهة الأمنية بشكل متزامن مع الاستعدادات الجارية للاستحقاق الرئاسي القادم، ويتوقع العديد من المتتبعين للشأن الأمني أن تحاول مجموعات عبد الملك درودكال المكنى أبو مصعب عبد الودود خلال الأيام القليلة المقبلة تنفيذ اعتداءات خاصة بوسط وشرق البلاد وهي المناطق التي لا تزال تشهد نشاطا إرهابيا رغم التراجع الكبير في عدد العناصر المسلحة التي لا تزال تنشط. ولا تزال قوات الأمن تسجل انتصارات كبيرة ضد العناصر المسلحة حيث تمكنت قوات الجيش نهاية الأسبوع المنصرم من القضاء على سبعة إرهابيين في كمين نصب لهم بالبويرة، ويتزامن ذلك مع الإعلان عن تسليم عدد من العناصر المسلحة أنفسهم بولاية بومرداس والحديث عن استعداد العشرات من المسلحين لتسليم أنفسهم خلال الأيام القليلة المقبلة بعد دخولهم في اتصالات مع السلطات الأمنية، وكان عدد من العناصر الإرهابية التائبة قد وجهوا نداءا في المدة الأخيرة للمسلحين دعوهم فيه إلى التخلي عن النشاط المسلح والاستفادة من تدابير نصوص ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، وقبل هؤلاء كان مؤسس الجماعة السلفية للدعوة والقتال وأميرها الوطني السابق حسان حطاب قد وجه نداءا مماثلا دعا فيه المسلحين إلى التخلي عن دروب القتل والتدمير وسفك دماء المسلمين.