أكدت مصادر موثوقة، أن التنظيم الإرهابي الذي أصبح يعرف ب"تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" يتجه في إستراتيجيته العسكرية نحو توريط جماعات الدعم والإسناد في مختلف المناطق في عملياتها التفجيرية والانتحارية. حسب المصدر نفسه، فإن أمير التنظيم عبد المالك درودكال وبناء على معلومات استخباراتية أدلى بها إرهابيون تائبون سلموا أنفسهم مؤخرا لمصالح الأمن، يكون قد وجه تعليمات لعناصره من أجل العمل على توريط أكبر عدد ممكن من عناصر جماعات الدعم والإسناد في العمل المسلح بعد أن كانت مهمتها في الماضي تقتصر على رصد تحركات قوات الأمن وتزويد الإرهابيين بالمعلومات، إلى جانب مهمة التمويل وتتبع أعمال المقاولين ورجال الأعمال بولاية تيزي وزو، وقد بادرت جماعة دروكدال بإستعمال عناصر من جماعات الدعم والإسناد في عمليات تورطها بشكل مباشر وتجعلها محل بحث من قبل مصالح الأمن وهو ما يضطرها للالتحاق بمعاقل القاعدة والالتحاق بشكل تلقائي بالعمل المسلح، وتأتي هذه الخطوةحسب المصادر المحدثة في إطار الاستراتيجية الجديدة لبقايا الجماعات المسلحة بعد أن فشلت في إستقطاب وتجنيد عناصر جديدة في صفوفها للتغطية عن النزيف الحاد الذي تعرفه منذ مدة على خلفية الضربات الموجعة التي تلقتها على يد قوات الأمن والتي قضت على العديد من عناصرها ولاسيما العناصر القيادية، فضلا عن تراجع عدد آخر منهم عن العمل المسلح للإستفادة من تدابير العفو والمصالحة، و يشير المصدر إلى أن لجوء جماعة دروكدال إلى توريط جماعات الدعم والإسناد ولاسيما الشباب والمراهقين منهم والتي كانت بمثابة دروع وقواعد خلفية لها في العمل المسلح، تعتمد عليها في الجانب المعلوماتي وفي توفير الأموال يعكس بوضوح مرحلة اليأس والعجز التي بلغتها الجماعات المسلحة خاصة في الفترة الأخيرة بعد الضربات الثقيلة التي تلقتها على يد قوات الأمن، خاصة من الناحية البشرية، حيث أكدت العديد من المصادر سابقا الصعوبات التي تواجه بقايا الجماعات المسلحة في إيجاد عناصر لتنفيذ عملياتها التفجيرية والانتحارية، فضلا عن التضييق الذي تواجهه من قبل مصالح الأمن والتي أفشلت العديد من العمليات بفضل العمل الإستخباراتي وإختراق هذه الجماعات وكذا التعاون الكبير والفعال من قبل المواطنين الذين أصبحوا لا يتوانون عن تزويد الجهات الأمنية عن أي تحركات مشبوهة أو لقاءات لعناصر الجماعات المسلحة أو إلتحاق بها وهو ما جعل هذه الأخيرة محاصرة على أكثر من جبهة.