رحبت الجامعة العربية اليوم بتعيين مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة رئيس محكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغسلافيا السابقة ورواندا السيد ريتشارد غولد ستون رئيسا للجنة التحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل خلال عدوانها الأخير على غزة واعتبرته "اختيارا موفقا". وأعرب مصدر مسؤول بالجامعة في تصريحات صحفية عن أمله أن تتمكن هذه اللجنة من أداء مهمتها خاصة وان إسرائيل دائما ما تحبط كافة الجهود التي تبذل للتعامل مع هذه القضايا مشيرا إلى هذه اللجنة تأخرت كثيرا بعد العدوان على غزة بأسابيع طويلة. وكان مجلس حقوق الإنسان قد قرر في ال12 من جانفي الماضي أثناء اجتماع طارئ حول الوضع في غزة تشكيل "مهمة استقصاء حقائق حول الانتهاكات المقترفة من قبل إسرائيل القوة المحتلة ضد الشعب الفلسطيني" وتم تبني القرار بأغلبية 33 صوتا مقابل صوت واحد وامتناع 13 عضوا عن التصويت معظمهم من الدول الغربية. وقال المصدر ان موضوع متابعة مجرمي الحرب في غزة تولي له الدول العربية أهمية كبيرة حيث أكدت القمة العربية الأخيرة في الدوحة عزمها على الاستمرار في ملاحقة كل من اتهم في ارتكاب جرائم حرب سواء خلال العدوان على غزة أو قبل أو بعده. ومن جهته أشار مدير إدارة حقوق الإنسان بالجامعة السيد راشد غالب إلى "الموضوعية " التي يتحلى بها السيد ستون في عمله" وتعامله "الحيادي" مشيرا إلى أن اللجنة تضم شخصيات قانونية دولية محايدة ومن مناطق جغرافية مختلفة. وأوضح أن تقرير هذه اللجنة سيكون له تأثير كبير للغاية ويحرك الإجراءات ضد مرتكبي جرائم الحرب الإسرائيليين من أبناء الشعب الفلسطيني باعتبار أن مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة هو اكبر جهة دولية في حقوق الإنسان. وقال أن مثل هذا القرار سيدعم وجهة النظر العربية وحتى الدولية ومنها منظمات حقوق الإنسان الدولية التي أدانت الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني. وأوضحت بشكل لا يقبل الشك أن هناك دلائل على استخدام أسلحة محرمة دوليا وكان هناك تعمدا لقتل المدنيين الفلسطينيين. وذكر السيد راشد غالب أن تقرير اللجنة سيدعم أيضا كل ما يقال أن إسرائيل لم تتورع عن الاعتداء على قوات الأممالمتحدة وموظفيها ومدارس الاونروا في غزة. وتوقع مدير إدارة حقوق الإنسان أن تعرقل إسرائيل عمل هذه اللجنة الدولية التي تعمل لكشف الحقائق والجرائم التي ترتكب في حق أبناء الشعب الفلسطيني.