تسببت الاضطرابات الجوية الأخيرة التي ضربت مناطقا عدة من الوطن، خاصة المناطق الشرقية ومنطقة الهضاب العليا، والتي تميزت بتساقط كميات كثيفة من الثلوج، في حالة استنفار قصوى لدى مختلف السلطات المحلية والأمنية، وهذا بسبب تضرر العديد من المواطنين وانسداد الطرقات والمسالك، خاصة منها المؤدية إلى القرى والمداشر المعزولة، بالإضافة إلى ارتفاع الحوادث المنزلية، لاسيما ما تعلق منها باستعمال المفرط لمادة الغاز. 14 سيارة تعلق في الثلوج و8 أشخاص اختنقوا بالغاز في الجلفة أثرت الظروف الجوية الاستثنائية على سكان ولاية الجلفة جراء تساقط كميات معتبرة من الثلوج، أين شكلت السلطات المحلية والولائية خلية أزمة بالتنسيق مع مختلف مصالح القطاعات المعنية، أين تمكنت مصالح الحماية المدنية عبر وحداتها الرئيسية في الولاية من التدخل لإنقاذ 14 مركبة بين سيارات سياحية وشاحنات بعد انحراف بعضها ومحاصرتها بالثلوج من كل جهة في أماكن يكثر فيها تساقط الثلوج، لاسيما محاور الطريقين رقم واحد الرابط بين الشمال والجنوب والطريق رقم 46 الرابط بين الغرب والشرق وكذا طرق ولائية وبلدية، وتم كذلك رفع شجرتين بعد سقوطهما على سيارتين في حي الوئام وبن الربيح بعاصمة الولاية، فضلا عن إنقاذ عائلة من الموت المحقق تتكون من 8 أفراد بعد استنشاقها أحادي أكسيد الكربون المنبثق من مدفأة بمسكنهم في حي الوئام وسط مدينة الجلفة. عائلات تبيت في محطات البنزين وعلى الطرقات بالمسيلة كما تسببت الثلوج المتساقطة على مدار 24 ساعة الأخيرة بالجهة الجنوبية الغربية من عاصمة الولاية المسيلة، وبالضبط على مستوى الطريق الوطني رقم 46 المؤدي إلى ولاية الجلفة على محور بلدية اسليم وكذا المدن الغربية والجنوبية، عفي رقلة حركة المرور وعدم السماح للمسافرين وأصحاب المركبات بمختلف أنواعها العبور بشكل عادي، حيث اضطر أغلبهم للمبيت بمركز اسليم أو بمحطات البنزين المتواجدة بالطريق سالف الذكر، مما استدعى تدخل وحدات الدرك والأشغال العمومية من المدن المجاورة لفتح الطريق أمام المسافرين، صباح أمس. الحماية المدنية تنقد عائلة حاصرتها الثلوج في بجاية تمكنت عناصر الحماية المدنية لبجاية، أمس، من إنقاذ ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة بعد أن حاصرتهم الثلوج على مستوى الطريق الوطني الرابط ولاية بجاية بولاية تيزي وزو، وبالتحديد في منطقة ادكار، بعدما كانوا على متن سيارتهم، حيث كان التدخل عاجلا لوحدات الحماية المدنية وفي الوقت المناسب لإنقاذ هذه العائلة من الموت، لاسيما وأن سمك الثلوج في هذه المنطقة تجاوز 45 سم، ليتم استعمال كل الإمكانيات المادية والبشرية لتحويل هذه العائلة إلى إحدى المراكز الاستشفائية، خاصة بعد الصدامات النفسية التي تعرض لها الضحايا جراء هذه الحادثة، وحسب مصدر محلي موثوق، فإن سكان قرية بويمان في بلدية تيزي تدخلوا، أمس، لإنقاد امرأة حامل، حيث مكن تضافر جهود السكان بإمكانياتهم الخاصة من تحويل هذه المرأة إلى المستشفى. الجيش ينقذ عائلات حاصرتها الثلوج منذ 5 أيام بين ڤالمة وسكيكدة في سياق ذي صلة، تمكن عناصر الجيش الوطني الشعبي من فك حصار الثلوج للعشرات من العائلات القاطنة بين ولايتي سكيكدة وڤالمة في أعالي قرية عين سلامات ببلدية أولاد احبابة، حيث نجح عناصر الجيش من الوصول إلى تلك العائلات وفتح جميع المسالك والطرقات التي تصل إليها في مناطق غابية وعرة، واستنادا إلى مصادر «النهار»، فإن الجيش الوطني المدعوم بعناصر الدرك الوطني وكذا معدات ثقيلة تابعة للجيش والأشغال العمومية، نجحوا في الوصول إلى تلك العائلات التي كانت في وضعية إنسانية خطيرة بعدما نفدت مواردها الغذائية، وفي مشهد إنساني مؤثر، شرعت فرق الجيش في توزيع المواد الغذائية التي تكفلت مصالح التضامن الوطني في سكيكدة بتوفيرها، خاصة المواد الأساسية منها مثل السميد والحليب والزيت والسكر، فيما واصل عناصر الجيش عملهم الميداني بنقل عدد من الشيوخ من كبار السن وكذا المرضى إلى سيارات الإسعاف قصد تقديم الرعاية الصحية لهم وإجلاء عدد من الحوامل اللواتي من بينهن ثلاثة كن في مرحلة الوضع تم التكفل بهن بنجاح من قبل فريق طبي تابع لمصالح مديرية الصحة لولاية سكيكدة. نشير فقط إلى أن رئيس بلدية أولاد احبابة، عمار سوايسية، قال بأن البلدية تعاني من نقص كبير في قارورات الغاز، حيث طلب من مصالح نفطال إغاثة المنطقة على الأقل ب 10 آلاف قارورة غاز قصد تسيير الأزمة. إصابة 23 شخصا جراء الصقيع والثلوج في سيدي بلعباس كما واصلت، أمس، فرق الأشغال العمومية بكل من مرحوم وتلاغ ورأس الماء والضاية جنوب ولاية سيدي بلعباس، أشغال فتح الطرقات بسبب تراكم الثلوج، كما تسببت الأحوال الجوية الأخيرة في معاناة كبيرة للبدو الرحل بمعظم البلديات الجنوبية، جراء انعدام مختلف وسائل التواصل والتموين بالمواد الغذائية والغاز، خاصة بعد هدم بناياتهم التي شيدوها في السنوات الأخيرة، وفي ذات السياق، تم نقل 23 شخصا، بينهم 07 نساء، إلى مصالح الاستعجالات الطبية بسبب انزلاقهم وتعرضهم لكسور أو جروح نتيجة الصقيع. من جهة أخرى، جندت مصالح أمن ولاية سيدي بلعباس إمكانياتها من لمساعدة للمواطنين، أين تم التدخل لفتح عدة طرقات كانت مقطوعة أمام المارة خاصة بأعالي الجبال. إجلاء 40 شخصا علقوا بسياراتهم وسط الثلوج في البيض كشفت مصادر من الحماية المدنية في ولاية البيض، أن منطقة دائرة الرڤاصة عزلتها الثلوج منذ نهار أمس ومازالت ثلاث طرقات مؤدية لها مغلقة إلى غاية اليوم، حيث أرجعت مصادر «النهار» السبب إلى غياب مصالح البلديات الثلاث، الرڤاصة والشقيق والكاف لحمر، وأضافت مصادر «النهار» أن الطريق المؤدي إلى دائرة الرڤاصة مغلق بسبب تراكم الثلوج، فضلا عن الطريق الرابط بين عاصمة الولاية ودائرة الرڤاصة والطريق الرابط بين هذه الدائرة ببلدية الشقيق، إضافة إلى الطريق الرابط بين ولاية البيض وبلدية بغرارة. في هذا الإطار، تم إجلاء أكثر من 40 شخصا -حسب مصادر الحماية المدنية- كانوا عالقين بسياراتهم، ليلة أول أمس، وتمت العمليات هذه بواسطة شاحنة واحدة متاحة لذات المصالح، في ظل عدم تدخل البلديات ومصالح الأشغال العمومية التي أكد مديرها في اتصال ب«النهار» أن هناك عدم تنسيق بين المصالح وأن جميع المعدات التابعة للمديرية خارج الميدان من أجل إزالة الثلوج، خصوصا بالطريق الوطني رقم 47 الرابط ولاية البيض بولاية الأغواط والطريق الوطني رقم 06 الرابط ولاية البيض بولاية سعيدة والنعامة، والذي اعتبرت الحركة بهما مشلولة، كما تعذر على الكثير من المسافرين تجاوز منطقة لقرمي عبر الطريق الوطني رقم 47، يحدث هذا رغم تحذيرات الأرصاد الجوية بأخذ الحيطة والحذر قبل موجة الثلوج الأخيرة التي من المرتقب أن تزداد تساقطا خلال الساعات المقبلة، ليبقى مخطط الإسعاف والتدخل في مثل هذه الحالات مشلولا بسبب انعدام التنسيق بين المصالح. من جهتها، مصالح الدرك الوطني والأمن تدخلا في عدة مناطق لإجلاء عالقين وتوزيع أغطية ووجبات ساخنة عليهم. 5آلاف مركبة عالقة بالطريق الوطني رقم 37 بالبليدة أمر قائد المحموعة الولائية للدرك الوطني في البليدة، بتجنيد أكثر من 200 دركي لتأمين الآلاف من العائلات العالقة على مستوى الطريق الوطني رقم 37 الرابط بين بلديتي الشريعة والبليدة، بعد أن تم تسجيل شلل كلي على مستوى ذات الطريق بسبب ارتفاع الكبير في سمك الثلوج المتساقطة خلال 24 ساعة الأخيرة على مسافة 21 كلم، بالإضافة إلى إقبال أكثر من 5 آلاف مركبة على التوجه إلى أعالي الشريعة في يوم واحد، وهو ما أدى إلى تأمين العائلات العالقة، حيث شهد الطريق الوطني رقم 37 تواجدا أمنيا غير مسبوق بعد تشكيل مجموعة تضم قائد كتيبة الدرك الوطني بالبليدة الرائد، عبد المالك سرحاني، والفرقة الإقليمية للدرك الوطني بأولاد يعيش والفرقة الإقليمية للدرك الوطني بالشريعة وعناصر فصيلة الأمن والتدخل وعناصر المجموعة رقم 25 للتدخل، كما تم استعمال العشرات من الجرافات وكاسحات الثلوج لعدة ساعات من دون جدوى بسبب تساقط كمية من الثلوج والتي لم تتوقف، مما أدى إلى تدخل الجيش الوطني الشعبي من أجل إعادة فتح الطريق مجددا ومساعدة المواطنين، كما أصيب 20 شخصا بجروح مختلفة جراء الانزلاق واللعب العشوائي الذي أدى إلى تسجيل إصابات، حيث تم إسعاف 19 جريحا من طرف أعوان الحماية المدنية بالشريعة في المركز الطبي المتقدم الكائن على مستوى منطقة الشريعة، فيما تم نقل شاب على وجه السرعة إلى مستشفى الفابور بعد إصابته بنزيف حد وخطير بسبب سقوط خطير من إحدى المرتفعات.