نشرت : المصدر جريدة الشروق الخميس 19 يناير 2017 09:58 تفاقمت الأزمة المترتبة عن الإضطرابات الجوية وتساقط الثلوج والأمطار، بولايات الشرق والوسط، أين لا تزال المئات من العائلات محاصرة بالقرى والمداشر من دون أن تتمكن الجرافات وكاسحات الثلوج من الوصول إليها، فيما يضطر مواطنون إلى المبيت بمؤسسات تربوية أغلقت أبوابها بسبب غياب التلاميذ والأساتذة، وبلغت أسعار قارورات الغاز 1000 دج إضافة إلى أزمة التزوّد بالخبز والحليب ومختلف المواد الاستهلاكية وشلل المؤسسات، كما عرفت الولايات المتضررة منها بالغرب إحتجاجات للسكّان وسط مخاوف من تواصل هذه الأوضاع. تعقدت الأمور على مستوى عدد كبير من بلديات ولاية بجاية الواقعة بالمرتفعات بعد التساقط الكثيف للثلوج المسجل ليلة الثلاثاء، حيث تجاوز سمك الثلوج المتر، ببلديات بني معوش، كنديرة، أكفادو، ذراع القايد، تيشي، الأمر الذي دفع السكان إلى الاستنجاد بالجيش لفك الحصار عنهم، ونقل المرضى على وجه الخصوص نحو المستشفيات، بينما تدخلت مصالح الأمن لتقديم المساعدة بالطريق الوطني رقم 12 و 74 .
سكّان بجاية يستنجدون بالجيش والغاز ب"المعريفة" وسجل غلق كلي للطرقات على مستوى بلديتي كنديرة وبني معوش، وما زاد الوضعية سوءا هو الإنقطاعات المتكررة الكهرباء، وصعوبة إصلاح الأعطاب من قبل مؤسسة "سونلغاز"، إضافة إلى نقص التزود بقاروات الغاز التي بلغ سعرها 1000 دج وب "المعريفة" حسب السكّان، هذا واتسعت رقعة المؤسسات التعليمية التي ركنت للراحة بسبب سوء الأحوال جوية، والذي قدر ب 86 إبتدائية، 40 متوسطة و 20 ثانوية بتراب الولاية.
غياب جماعي للعمال والتلاميذ بتيزي وزو عرفت ولاية تيزي وزو، الأربعاء، تواصل سقوط الثلوج، أين مست بلديات ساحلية وعلى مناطق ارتفاع ابتداء من 300 متر بكل من ماكودة، فريحة، عزازقة، سيدي نعمان، تيزي وزو، حيث شلت حركة المرور من والى عاصمة جرجرة في الفترة الصباحية أين تعذر على الآلاف من المواطنين الالتحاق بمناصب عملهم، وقد عرفت مختلف الإدارات العمومية والخاصة، شللا كبيرا بسبب عزوف عمالها عن الالتحاق بمناصبهم، وانقطاعات الكهرباء، إضافة إلى نفاد بعض المواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع في المحلات نتيجة الإقبال الكبير عليها من قبل المواطنين الذين سابقوا الزمن بتخزين الكثير من المواد مباشرة بعد إعلان مصالح الأرصاد الجوية عن تساقط الثلوج، وإنعدام الخبز والحليب. وحسب مديرية التربية فإن نحو 30 مؤسسة تربوية بافرحونان، اغني قغران، ايت تودرث، أبي يوسف ببوغني، اقبيل بعين الحمام والأربعاء ناث ايراثن قد أغلقت أبوابها، بمختلف أطوارها خلال 72 ساعة الماضية جراء الثلوج المتساقطة والتي سدت كل الطرقات والمسالك المؤدية إليها. كما بقيت معظم الطرقات المؤدية من وإلى مقر ولاية تيزي وزو مغلقة، كالطريق الوطني رقم 15 و30 والطريقين الولائيين 153 و100. وارتفع سعر قارورة الغاز بقرى بلديات اقني قغران، اقبيل، ايت تودرث، اليلتن، عين الزاوية، ياكوران، وايجر من 200 إلى 700 دج بنقلها على متن الجرارات.
إجلاء 21 شخصا وإصابة 3 آخرين في حوادث بالجلفة وأدى التساقط الكثيف للبرد والثلوج بعدة مناطق بولاية الجلفة، الثلاثاء، إلى العديد من حوادث المرور وقطع الطريق الوطني رقم 01 على مستوى منطقة راس الريح ومنطقة بوظهير، والطريق الوطني رقم 46 باتجاه الشارف، أين تسبب في انحراف سيارة بمنطقة خريزة وانحراف شاحنة بمنطقة قطية، وأصيب 3 أشخاص بجروح مختلفة في اصطدام سيارة بشاحنة على مستوى منطقة الثكنة العسكرية، إضافة إلى غلق عدة طرق ولائية، أين تسبب في انحراف ثلاث سيارات. كما تم تسجيل عدة حوادث مرور على مستوى بلدية الشارف، وأغلقت الثلوج بعض الطرقات مثل الطريق الوطني رقم واحد الرابط بين الجلفة والأغواط لساعات وتدخلت مديرية الأشغال العمومية لفتحه، وسجلت مصالح الحماية المدنية اختناق شخصين ببلدية دار الشيوخ بسبب استنشاقهم لغازات المدفأة، فيما تدخل عناصر الحماية المدنية من أجل إجلاء أكثر من 20 شخصا كانوا عالقين على متن هذه السيارات، ونقل المصابين إلى مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى الجلفة.خرجت أمس، مجموعة من سكان قرية أم الشقاق ببلدية القديد بالجلفة للشارع، حيث أقدموا على غلق الطريق الوطني احتجاجا منهم على انعدام الغاز في القرية.
احتجاجات بتلمسان وتيارت بسبب إنعدام الغاز والتهيئة وأقدم سكان حي المضيق بمنطقة الصفصاف التابعة لبلدية شتوان بتلمسان، الثلاثاء، على غلق الطريق المؤدي إلى بلدية عين فزة، مطالبين السلطات الوصية بتوفير الغاز الطبيعي وتجسيد الوعود حول الربط بشبكة الغاز، الأمر الذي جعلهم يخرجون للشارع، تزامنا مع تردي الأحوال الجوية، التي أجبرتهم على البحث عن الحطب في ظل أزمة التزود بقاروات الغاز التي يتجاوز سعرها ال 300 دج، ناهيك عن معاناتهم اليومية التي جعلتهم يقدمون على غلق الطريق. وحالت التضاريس الوعرة وضيق الأزقة حال دون التمكن من إيصال الغاز الطبيعي إلى هذا الحي، عكس منطقة سيدي عيسى. وبولاية تيارت، خرج، الأربعاء، سكان قرية الملعب في بلدية تخمارت، إلى الشارع، حيث قطعوا الشطر المار بقريتهم من الطريق الوطني 14 الرابط بولاية معسكر، للمطالبة بالتهيئة العمرانية، وقال مواطنون أن المحتجين قطعوا الطريق يوم الاثنين ثم تفرقوا بسبب البرد والمطر ليعودوا صباح أمس، حيث طالبوا بحضور المسئولين لتبليغهم انشغالاتهم.
استنفار بالبليدة والغضب يطارد المسؤولين استنفرت الأربعاء الجهات الأمنية ومصالح الحماية المدنية بالتنسيق مع قطاع الأشغال العمومية بالبليدة، لفتح عدد من المسالك الطرقية التي أغلقتها الثلوج وفك الحصار على عشرات العائلات ومرتادي المحاور الطرقية، على غرار الطريق الوطني رقم 37 الرابط بين البليدة والشريعة والطريق الوطني رقم 01 الرابط بين البليدةوالمدية الذي تعطلت به حركة السير بعدما غمرته الأمطار. كما اكتسحت الثلوج الطريق الوطني 61 في شقه الرابط بين حمام ملوان ومقطع لزرق والطريق الوطني رقم 64 المؤدي إلى دائرة العمارية في ولاية المدية المجاورة، كما شهد الطريق الوطني رقم 8 الذي يربط الأربعاء بتبلاط انسدادا تاما بعدما غطته الثلوج التي تساقطت بكثافة ليلة أول أمس، وتحديدا عند النقطة المسماة تاشت وبأعالي صوحان أقصى شرق البليدة عاش السكان عزلة تامة. وتفاقمت معاناة أزيد من 300 عائلة تقطن بحوش ريشتير التابع لمركز بن رمضان في بلدية الشبلي شرق ولاية البليدة، في ظل الندرة المسجلة في قارورات غاز البوتان، تزامنا والتقلبات الجوية واستمرار تهاطل الامطار والثلوج، واستنكر المشتكون التماطل في تركيب عدادات الغاز الطبيعي بمساكنهم، مؤكدين أن الأشغال انتهت منذ حوالي 3 أشهر في حين ما تبقى هو تركيب العدادات بمنازل السكان وهي الخطوة التي تعثرت الجهات المعنية في استكمالها لأسباب لا تزال غير معروفة.
مواطنون يبيتون في المدارس ومناطق منكوبة بميلة حاصرت الثلوج المتهاطلة بكثافة بولاية ميلة عدة عائلات بالمناطق الواقعة في الجهة الشمالية والغربية، حيث بقيت عشرات المركبات عالقة وسط الثلوج، وكذا الأمر بالنسبة للعائلات القاطنة بجبال بوداود وصمطة والوازطة وبويطان وقوبعة ووادي البعوض وكاف بونعجة وعين عباس وأعفاق وأولاد رابح وعين الحمراء، التي لم تتمكن الكاسحات والجرافات من الوصول إليها. كما تسببت الثلوج في غلق الطريق الوطني رقم 77 الرابط بين فرجيوة وجميلة، والطريق رقم 77 الرابط بين فرجيوة وتسدان حدادة والطريق الوطني رقم 105 الرابط بين تسالة وجيملة، وغالبية الطرق الولائية والبلدية، وهي تعتبر مناطق منكوبة حيث عجزت كل الآليات عن فتحها نظرا لصعوبة تضاريس المنطقة.. وتلقت "الشروق" نداءات من عشرات العائلات التي حاصرتها الثلوج وانقطعت عنها المؤونة، خاصة قارورات الغاز والمواد الغذائية من حليب وسميد، فيما فتحت المؤسسات التعليمية أبوابها للمواطنين العالقين للمبيت بداخلها.