انتقدت المترشحة الاشتراكية السابقة للرئاسيات الفرنسية السيدة سيغولان روايال أمس بداكار الماضي الاستعماري لبلدها داعية إلى إقرار "حق التاريخ" و الالتزام ب"واجب الحقيقة". و أشارت السيدة روايال و هي تخاطب جمهورا من الجامعيين و الطلبة و ممثلي الأحزاب السياسية و المجتمع المدني إلى أن "الاستعمار كان أسوأ الأمور على الإطلاق" و عبرت في هذا الصدد عن مدى تأسفها للقانون الصادر في 2005 و الممجد للماضي الاستعماري الفرنسي. و أضافت الرئيسة الحالية لمنطقة بواتو-شارونت (وسط غرب فرنسا) قائلة "كان الاستعمار نظاما لا بد من إدانته". كما ركزت السيدة روايال الموجودة بالسنغال في إطار زيارة تدوم 6 أيام على ضرورة إدانة النظام الاستعماري لما انطوى عليه من تسلط ونهب يجب التخلص من آثاره بصرامة. و ذكرت السيدة روايال بتاريخ 8 ماي 1945 و قالت أنه "لولا إفريقيا و الأفارقة لما كانت فرنسا استرجعت حريتها "لم نشفى بعد من جراحنا التاريخية و واجب الذكرى لا يحتاج إلى إذن من احد فكل واحد يقوم بواجبه بناء على روح الذاتية التي تحذوه لكن ما نحاسب عليه و ما نحن مسؤولون عنه جميعا هو الحق في التاريخ و واجب الحقيقة". كما أوضحت أن هذا " الحق في التاريخ و واجب الحقيقة" من شانه "مواجهة الوقائع و مشاطرة رواية جديدة ليست بتكرار للماضي" من أجل إحقاق حق "أولئك الذين كافحوا في إفريقيا بأسرها و ضحوا بأنفسهم في كفاح كان كفاحا لجميع الأفارقة بل للبشرية جمعاء". و حسب المترشحة السابقة للرئاسيات الفرنسية فانه لا بد لفرنسا من الوفاء بدينها تجاه إفريقيا و انه على الفرنسيين التعلم بالمدارس ما هم مدينون به اتجاه إفريقيا و أكدت في هذا الإطار "عندما احتل موطننا كانت إفريقيا ملاذا أمنا و دعما للقوات الفرنسية الحرة بحيث ساهم الجنود الأفارقة على جميع ساحات القتال و كان لهم الفضل في قلب معطيات التاريخ". "أن الشعب الفرنسي مدين للأرواح الإفريقية التي في أوساط الشعوب الإفريقية التي عانت الأمرين لأجلنا و بسببنا بعبارات صحيح إنها مجرد عبارات لكنها قوية هي ثلاث عبارات أود أن أقولها في هذا المكان بصفتي مواطنة و منتخبة في الجمهورية الفرنسية: معذرة و شكرا على ما بذلتموه في الماضي و رجاء لنبني المستقبل معا". ودعت ذات المتحدثة تحت هتافات الجمهور الشديدة و المتواصلة إلى تأسيس لجنة "حقيقة الماضي و المستقبل المشترك" التي ينبغي أن تحصل على جميع الوثائق المدنية و العسكرية من الأرشيف و التي تتمثل مهمتها في إقرار الحقيقة و تصفية القلوب إلى جانب استقاء الشهادات.