المسرحية تتناول الواقع الجزائري برؤية سياسية بعد النجاح الكبير الذي عرفه العرض الافتتاحي لمسرحية "انسوا هيروسترات" بورقلة حل مساء أمس المسرح الوطني محي الدين باشطارزي مجددا بدار الثقافة مفدي زكرياء لعرض مسرحية "موقف إجباري" من طرف الممثلين: رضا تاخريست و رشيد جرورو. تدور أحداث النص الذي كتبه محمد بن قطاف و أخرجه على الركح عز الدين عبّار في السجن ثم في الصحراء التي ترمز للتيه و لفت الانتباه لضرورة القيام بتوقف إجباري من الجميع في المجتمع الجزائري من أجل تقييم ما هو قائم و العودة إلى الذاكرة التي تم تغييبها و إجهاض لحظاتها الجميلة. ففي فضاء السجن الذي يرمز للقهر و الاستبداد تنشأ علاقة إنسانية حميمة على مدى عقود من السنين بين "سي عبد القادر" السجين السياسي العريق و الحارس "مسعود" الذي يجد نفسه بعد مدة طويلة من الزمن يتطلع إلى اليوم القريب الذي سيحصل فيه على التقاعد للتخلص من العبء النفسي الذي يثقله فهو لم يستطع أن يفهم أو يستوعب لماذا يجرد رجال يتميزون بالطيبة و الشفافية الإنسانية و رقي الفكر من حريتهم لعشرات السنين، إنه لا يعرف حتى سبب دخول "سي عبد القادر" إلى السجن و لم يجرؤ عن سؤاله طيلة السنين خوفا من رؤسائه و التورط في المحظور الذي اسمه سياسة. و دون أي قصد من السجين وحارسه يجدان نفسيهما يتقسمان نفس المصير و تدور أحداث المسرحية و حوارها الشديد الإيحاء و المشحون بالرسائل، كبكائية لكل الأحلام الجميلة و دم الشهداء: " نحن الوحيدين الذين يقتل عندنا الشهداء مرتين"، و تضحيات الأبطال: "الويل لشعب لا يعرف كيف يدفن أبطاله".