وهيبة.منداس دخلت أمس مسرحية "انسوا هيروسترات " بمحيي الدين باشطارزي المنافسة الرسمية للمهرجان الوطني للمسرح المحترف وهو الإنتاج المسرحي الجديد الذي يراهن عليه المسرح الوطني الجزائري في تجربته المسرحية بأدواتها الجمالية وأبعاد خطابها الفكري العميق حيث تحول نص الكاتب الروماني غريغوري غورين وبرؤية إخراجية غاية في الدقة والدلالة لحيدر بن حسين بمساعدة آمال منغاد وعلى إيقاع تصميم السينوغرافي عبد الحليم رحموني الذي يحاول بجد ومثابرة تأسيس مشروع سينوغرافي له أدواته ولغته بمساعدة كل من رابح يحيوش وميرة تركة ونجحت موسيقى حسان لعمامرة قي نقل الحالات التي انتابت الشخوص وهم يتحركون في فضاء مضيئ بقوة المعنى وهم الممثلون محمد العيد قابوش، كيلاني هارون ،سامية مزيان ، مصطفى صفراني ،توفيق رابحي ،عبد الحليم زريبيع ، بوكراع نورا تدور أحداث المسرحية بلغة عربية فصحى التي قام بتصحيحها الشاعر عبد الرزاق بوكبة في ليلة حاسمة من عام 356 ق.م بمدينة إيفيس الإغريقية حيث يرهن هيروستيرات التاجر السوقي أمواله في لعبة صراع الديكة ويخسر الرهان فيلجأ تحت وقع الهزيمة والخيبة لإحراق معبد أرتميدا المقدس ليصدر بعدها حكام الدول الإغريقية أمرا يحرم ويمنع ذكر اسم الحارق هيروسترات ونسيانه لانقاذه من الغضب العارم لمواطني المدينة والكهنة المطالبين بإعدامه يحاول الأمير إيجاد حلول سياسية لتبرير هذا العمل الطائش لكن هل يتمكنوا من تنفيذ قرارهم ومحو تلافيف الذاكرة والتاريخ ولينقد نفسه من الإعدام يلجأ هيروسترات إلى توظيف ذكاءه الخارق أين ينسج خيوط مؤامرة و في دوامته يتمكن الأسير هيروسترات من إغواء زوجة الأمير والسجان وإغراء كريسيب الطماع صهره السابق وخوفا من الفضيحة يغتال السجان لكن المخطوطة التي باعها هيروسترات وتروي تفاصيل حياته اليومية وكيفية إحراقه للمعبد ستكون شهادة حية على ذاكرته واغتياله تحمل عملية حرق المعبد واغتيال هيروسترات بتلك الطريقة التراجيدية أكثر من دلالة سياسية و فكرية وتختزل جواب مفاده لا يمكن للسلط اغتيال الذاكرة وإن حاولت لأن محاولة محو دلك هو تأصيل و تأكيد على الخلود ،وفد أبان الممثلون قدرات عالية في الأداء الدرامي والإنغماس في الدور المركب من جهتها ضمن عروض خارج المسابقة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف بقاعة الحاج عمر حققت مسرحية "حرب الدمى " لمسرح التاج لبرج بوعريريج بشكلها الكوريغرافي الفرجة وتسلط الضوء على عالمين ظالم فاسد تحكمه سلطة الحديد والنار والسياط وعالم مقهور ضعيف لا تلك هي الرسالة التي تحملها "حرب الدمى" في قالب كوريغرافي ولد فكرة في ذهن ربيع قشي قبل أن يخرجها للركح تحت ريشة المؤلف سفيان عطية، من جهة أخرى جاءت الصناعة السينوغرافية بتوقيع حمزة جاب الله التي انتقى لها اللونين الأحمر والأزرق للدلال على الممنوع والمباح وعلى سلطة الظلم وضعف وقهر المظلوم،على قمع الحريات وخرس الألسنة وتشويه كل ما هو جميل، وكذا الاستعانة بالأشكال الدائرية للدلالة عن عدم الثبات والتغير وفي نفس الوقت الديمومة، مستلهما من رسومات لهيلدة حياري التي شكلت سقف العرض.