البيت لصاحبها بوبكر زمال أول أعمال الروائي سمير قسيمي الموسومة ''تصريح بضياع''، وهي رواية حسب القراءات الأولى لها تدخل فيما تعارف على تسميته بأدب السجون وهي بالتالي أول رواية جزائرية تكتب في هذا النوع من الكتابات التي برعت فيها أسماء عربية شهيرة على غرار عبد الرحمان منيف، صنع الله ابراهيم وغيرهما ممن جعلوا من السجن موضوعا رئيسا لأعمالهم. يسرد الراوي بطريقة السيرة الذاتية قصة غريبة تبدأ حين رغب البطل في استخراج وثيقة (تصريح بضياع) ليجد نفسه يخوض تجربة السجن في سجن الحراش، أين يجد أجوبة على أسئلةٍ استغرقت حياته التي وصفها بالدائرة المفرغة، وتتقاطع هذه القصة مع قصص كثيرة تمتع القارىء من جهة وتبني الرواية بشكلٍ لم نعهدهُ في الرواية الجزائريةِ الجديدة، بحيثُ يمزجُ الروائي بين الواقعيةِ والكتابة الصحفية والعبثيةِ بأسلوب يحافظ على جزائريةِ الكتابة.. ''تصريح بضياع'' رواية من شأنها أن تمنح لصاحبها مكانةَ متميزةً بين صخب الروائيينَ الجددْ إذا ما أعطيت حقها من العنايةِ والنقدِ اللذين تستحقهما، سيما وأنها تخرج عن الخط الاعتيادي ونمط الكتابة المستهلك من قبل الروائيين الجدد، ولأنها بالتأكيد أول رواية جزائرية تكتب في أدب السجون.