قامت مصالح الأمن بمدينة بريان -أمس- باعتقال أربعة شباب من الإباضيين، عُثر بحوزتهم على زجاجات غازية حارقة، أو ما يطلق عليها ''مولوتوف''. وقد شهدت مدينة بريان منذ الساعات الأولى ليوم أمس، حظرا للتجوال قام بفرضه سكان المنطقة، خوفا على أنفسهم من تجدد أحداث الشغب بالمنطقة، حيث شهدت شوارع المدينة خلوا كاملا من المارة، ما عدا رجال الأمن الذين طوّقوا الشوارع والمنافذ الرئيسية للمدينة من جميع النواحي، كما تعرف جميع المؤسسات العمومية والمحلات التجارية والمدارسة شللا تاما. وجاء هذا الهدوء النسبي الممزوج بالترقب و''حظر التجوال الإرادي''، على خلفية التخوف من تجدد أحداث الشغب التي ترتب عنها خسائر مادية وبشرية متمثلة في حرق وتكسير عدة محلات ومنازل، بالإضافة إلى ما يتجاوز المائة جريح من جانب رجال الأمن وسكان المدينة. وكان قد سبق هذا الهدوء مواجهات نشبت بين الإباضيين والمالكيين وذلك بعد صلاة المغرب من يوم أول أمس، حيث تعرض المصلون المالكيون، حسب شهود عيان للاعتداء أثناء محاولتهم لإقامة صلاة المغرب بمسجد الإمام البخاري الذي منع به رفع الآذان والصلاة، وذلك منذ اندلاع أعمال الشغب بالمنطقة، أي بعد صلاة الجمعة الماضية. ولما سمع الشباب المالكي بالمواجهات توجهت أعداد غفيرة منهم إلى الموقع، أين جرى تبادل وتراشق بالحجارة بين المالكيين والإباضيين، لتتدخل مصالح الأمن بعد ذلك لإعادة الهدوء من جديد للحي، وذلك لساعات من الزمن، غير أن أحداث الشغب انتقلت فيما بعد إلى حي الشوف.