عاد أمس الهدوء والطمأنينة إلى مدينة بريان، بعد طوق أمني فرض على كافة أحيائها، كما عادت الأمور إلى طبيعتها بعد يوم كامل من المناوشات، فيما أفرج وكيل الجمهورية لدى محكمة بريان عن 7 موقوفين اتهموا بإثارة الفوضى والشغب، بعدما خلفت هذه الأحداث، حسب مصدر موثوق، أكثر من 25 جريحا، بينهم 11 شرطيا بإصابات متفاوتة• عاد الهدوء ليلة أول أمس إلى شوارع مدينة بريان، بعد مناوشات بين الشرطة ومجموعة من الشباب طالبوا، بإبعاد حافلات وتعزيزات قوات الأمن الرابضة بالمكان منذ اندلاع شرارة الأحداث في موعد ذكرى المولد النبوي ما قبل الأخيرة• وكان للتعزيزات الأمنية التي أوفدت إلى بريان من الولايات المجاورة من درك وشرطة، بالإضافة إلى دعوات ''عقلاء'' المدينة وأعيانها، دور أساسي في احتواء الشباب وضبط أنفسهم، من خلال الدعوات للتعقل والحوار، حسب مصدر من هناك، ما جنب وقوع انزلاقات خطيرة• وقد أسفرت متابعة خلفيات تجدد هذه المواجهات، التي تغذيها أطراف مجهولة، عن فشل إلصاق ما يحدث بالطائفية أو المذهبية، وذلك بفضل تفطن سكان بريان، هذه المرة، الذين أثبتوا اقتناعهم بالتعايش وتقبل الآخر، وهو ما عزّزه التوقيع على خارطة طريق السلم تمهيدا للتوقيع على ميثاق صلح نهائي بين أعيان المالكية والإباضية، من جهة، وبوساطة من طرف الوزير دحو ولد قابلية• وقد ساهم هذا الإدراك والوعي لدى سكان بريان في قطع الطريق أمام أي تطور لهذه المناوشات، خاصة وأنهم سئموا من مشاهدة مدينتهم غارقة في فوضى ودمار بين الفينة والأخرى على مدى سنتين، في صراع لا ناقة لهم فيه ولا جمل، فاتورته باهظة تمثلت في إزهاق أرواح 3 مواطنين وتسجيل أكثر من 200 جريح• وقد خلفت أحداث بريان الأخيرة، حسب مصدر ''الفجر''، أكثر من 25 جريحا، أغلبهم رفضوا التقدم لدى المصالح الاستشفائية خوفا من المتابعات القضائية، فيما تم تسجيل 11 حالة إصابة متفاوتة الخطورة في صفوف قوات الأمن الوطني• وقد أفرج وكيل الجمهورية لدى محكمة بريان عن 7 موقوفين في هذه الأحداث بتهمة الفوضى وإثارة أحداث الشغب•