بينت آخر إحصائيات البيوت القصديرية الموجودة على أرض بلدية عين طاية، أن هذه الأخيرة تجاوز عددها 538 بيت فوضوي تحتل مساحة كبيرة، منها ويقع معظمها على أراضي فلاحية. وقدأدى إهمال الأراضي الفلاحية وعدم استغلالها للغرض الذي وجدت من أجله لاحتلالها من طرف المواطنين النازحين من المناطق الداخلية، خلال سنوات العشرية السوداء التي أثرت بدورها على البلدية وأدت إلى تأخر إطلاق مشاريع التنمية، خاصة في مجال السكن وتوفير فرص العمل للشباب البطال. وعن معاناة السكان بهذه البيوت كان ل"النهار" لقاء مع بعضهم وعلمنا أنهم يعيشون حياة تعيسة بسبب المشاكل العديدة التي يواجهونها يوميا، فمعظمهم فقراء وعاطلون عن العمل، وأكثر ما يثير استيائهم مشكل الحصول على المياه الصالحة للشرب فهم يقطعون مسافات طويلة بغرض الحصول عليها نقية وصالحة للشرب، كما أنهم غير قادرين على دفع ثمن صهاريج الماء الشروب بسبب غلائها، وكذا مشكل عدم توفر غاز المدينة ما يضطرهم إلى اقتناء قارورات البوتان، خاصة في فصل الشتاء بسبب البرد القارص الذي يتسرب من الفتحات وتشققات الجدران. ويضيف المواطنون في سياق حديثهم أن مشكل اهتراء أرضية الأحياء بسبب طبيعة الأراضي الزراعية أدى إلى انتشار الأوحال والبرك المائية بمجرد تساقط كميات قليلة من الأمطار تصل الأمور إلى غلق الطريق أمام السكان، هذا إضافة إلى سوء وضعية الإنارة العمومية التي أدت إلى ارتفاع حالات السطو على المنازل بالفترة الليلية، وكذا انتشار المنحرفين ومتعاطي المخدرات. النظافة بهذه الأحياء من جهتها تعرف أوضاعا مزرية بسبب انتشار مكبات النفايات العشوائية وبقاء النفايات في مكانها لمدة أشهر بسبب عجز عتاد النظافة بالبلدية عن تغطية كل الأحياء، إضافة إلى عدم احترام المواطنين لمواعيد إخراج القمامة، وكذا تدهور قنوات الصرف الصحي التي أنجزها المواطنون بأنفسهم بطرق عشوائية، أدت إلى تشابكها مع قنوات المياه الصالحة للشرب للأحياء الأخرى، وكذا انتشار الروائح الكريهة التي تجلب مختلف أنواع الحشرات والحيوانات الضالة. ويضيف المواطنون أنهم يرتقبون فصل الصيف بتخوف وقلق كبيرين بسبب صعوبة المبيت داخل البيوت القصديرية بسبب المواد المصنوعة منها، على غرار الترنيت والقصدير التي ترفع من درجة الحرارة وتمثل خطرا كبيرا على الصحة العمومية.