كشف الدكتور يوسف يوسفي، رئيس مصلحة الأمراض المعدية ببوفاريك في ولاية البليدة، أن المصلحة التي تعد الوحيدة على مستوى الوسط الغربي، قد سجلت لأول مرة، إصابة أطفال بوباء تعفن السحايا، شهر فيفري، لترتفع الحصيلة إلى686 حالة خلال 5 أشهر. وأوضح يوسفي، في تصريح ل”الفجر”، أن عدد الإصابات المتزايد بات يستدعي دق ناقوس الخطر، كون هذا الوباء معروف بظهوره مع حلول فصل الربيع، مضيفا أنه تم خلال شهر فيفري تسجيل 40حالة، لترتفع شهر مارس إلى 46 حالة، ولتعرف إرتفاعا آخر شهر أفريل، حيث وصل العدد إلى 185 إصابة، ليعرف شهر ماي مستوى قياسيا في حالات الأطفال المصابين به، حيث قدروا ب329 حالة، وتم تسجيل خلال الأيام الأولى من الشهر الجاري 86 حالة، ليصل العدد الاجمالي خلال 6 أشهر إلى686حالة. وأرجع رئيس مصلحة الأمراض المعدية ببوفاريك، سبب إنتشار الوباء إلى غياب النظافة كون الفيروس ينتقل عن طريق الأيادي الوسخة، وهو ما دفعه إلى دعوة أولياء الأمور إلى حث أبنائهم على النظافة وغسل الأيدي لتجنب الإصابة بهذا الفيروس، لأن مرض تعفن السحايا يصيب فئة الأطفال على وجه خاص. تجدر الاشارة إلى أن التهاب السحايا أو الحمى الشوكية، عبارة عن التهاب في الأغشية الدماغية (السحايا) المغلفة للدماغ والحبل الشوكي. وعلى الرغم من أن غالبية أسباب الإصابة تكون عدوية بسبب الجراثيم، فيروسات، فطريات وطفيليات، إلا أن هناك عوامل كيميائية وخلايا ورمية قد تسبب ذلك أيضاً. هناك أكثر من نوع بكتيري يسبب التهاب السحايا، من أهمها بكتيريا تسمى هموفيلوس انفلونزا وبكتيريا تسمى نيسرية بنية، وتوجد في أحيان كثيرة على شكل أزواج، حيث تهاجم هذه البكتيريا اغشية الدماغ وتتكاثر في السائل الدماغي داخل هذه الاغشية. وتشبه أعراض هذا المرض في البداية أعراض الرشح العادي، ثم يتبعها صداع وحمى تسمى الحمى المخية الشوكية أوحمى البقع وتشنج في عضلات الرقبة والظهر. ويصاب الإنسان أحيانا في الحالات الشديدة بفقدان السمع وفقدان الوعي ومن ثم الموت. وتحدث العدوى عن طريق استنشاق رذاذ الهواء الملوث بالبكتيريا، حيث تدخل بداية إلى الجهاز التنفسي وتتكاثر، ثم تنتقل عن طريق الدم إلى الجهاز العصبي، وبالتحديد إلى أغشية الدماغ، وتفرز السموم هناك ومن الظواهر الملفتة لهذه البكتيريا أنه يسهل امتصاصها بوساطة كريات الدم البيضاء التي تتجمع عند الأغشية الملتهبة وتعيش البكتيريا في المسالك الأنفية والأغشية المخية ومنها تنتشر أثناء الحديث أو السعال. ويتم علاج التهاب السحايا من خلال أدوية السفونامايد وبعض المضادات الحيوية، وهناك نوع من التهاب السحايا أكبر خطورة بكثير، وهو النوع المعروف بالتهاب السحايا غير الصديدي. ويحدث هذا المرض عن طريق عدوى الأغشية المخية بنوع معين من الفيروسات وقلما تؤدي الإصابة به إلى الموت. أهم نوع من أنواع الفيروسات المسببة لالتهاب السحايا غير الصديدي هو فيروس كوكساكي وعشر حالات الالتهاب ترجع إلى العدوى بفيروس، يوجد عادة في الفئران ويسبب مرضا يسمى التهاب السحايا الليمفاوي الكوريوني وضحايا هذا المرض يشفون تلقائيا. وهناك مرض معدي آخر يمكن أن يؤدي إلى التهاب السحايا وهو التهاب الرئوي، ولكن البكتيريا المسؤولة عن الالتهاب الرئوي الفصي هي بكتيريا النيومونيا، ويمكن أن تصاب الأغشية المخية مباشرة بالعدوى. ويحدث ذلك للأطفال الصغار المصابين بعدوى وتقيح سائل بالأذن، ويمكن أن تحدث أيضا في الكسور الخطيرة في الجمجمة، حيث تتلوث الأغشية المخية بالميكروبات من الجو أو من جلد المصاب.