أقدم نجلا رجل أعمال، صاحب أكبر مصنع للمثلجات بالجزائر "ازابرك" بالدار البيضاء، على احتجاز رعية مالي المدعو "كونتا مهمان" بقبو تجاري مهجور بشاطى تامنفوست في بلدية المرسى، مطالبين بفدية مقابل إطلاق سراحه بعدما نصب عليهما ما يقارب المليار سنتيم، مدعيا أمامها أنه نجل وزير دولة جنوب إفريقيا، اغتيل خلال حرب مالي ودخل إلى الجزائر كلاجىء سياسي. تفاصيل القضية الحالية عرضتها محكمة الدار البيضاء، الْيَوْمَ الثلاثاء، أين مثل المتهمان الموقوفان "ب. س. كريم" و"ب. ش. دحمان" بتهمة احتجاز شخص من دون إذن من السلطات، راح ضحيتهما رعية مالي المدعو "كونتا مهنان" الذي تعرض إلى الاحتجاز داخل محل مهجور خاص ببيع المثلجات في شاطىء ببلدية المرسى، حيث وبتاريخ 11 جوان الجاري في حدود الساعة الخامسة مساء، تقدمت زوجة الضحية أمام الشرطة القضاىية ببرج الكيفان للتبليغ عن زوجها الذي تعرض إلى الاختطاف من قبل مجهولين، مصرحة بأنها تلقت منه اتصالا هاتفيا من الخاطفين يطلبون منها فدية بقيمة مليار سنتيم مقابل إطلاق سراحه، لتتولى فصيلة مكافحة الهجرة غير الشرعية للفرقة الجنائية بالتنسيق مع الشاكية، توقيف المشتبه فيهما وتحرير الرعية الأفريقي، حيث وبعد اقتياد المتهمين اللذين بلغنا أنهما شقيقان ومن عائلة معروفة ببرج الكيفان كونهما نجلي صاحب أكبر مصنع لبيع المثلجات بالجزائر، وبعد سماع المتهم الأول "ب. س. كريم" والثاني "ب. ش. دحمان" اعترفا بأنهما اقترفا الجرم جراء تعرضهما إلى عملية نصب واحتيال من قبل الأفريقي الذي سلبهما مبلغ 907 مليون سنتيم في صفقة بيع مصنع والدهما الذي روج له عبر صفحة موقع "واد كنيس" للبيع والشراء، ليتصل بعد بضعة أسابيع الرعية الأفريقي بالمدعو "دول" بالمتهم "ب. ش. كريم" للاستفسار عن سعر الصفقة، حيث وبعد مرور أربعة أيّام اتصل به أفريقي آخر يدعى "محمد"، مخبرا إياه بأنه شقيق الأفريقي "بول"، طالبا منه أن يضرب له موعدا لأجل معاينة المصنع ببرج الكيفان بعدما أخبره بأنه نجل وزير دولة جنوب أفريقيا فقده في حرب مالي خلال 2015، وهو ما جعله يطلب اللجوء السياسي بالجزائر لأجل الشروع في مشاريع، وهو ما صدقه الضحية، خاصة وأن الإفريقي كان يظهر ببذلة أنيقة ناهيك عن خواتم الذهب التي كان يلبسها، الأمر الذي جعله يحدد له موعدا آخر بمنزله الذي قدم إليه رفقة شخص آخر يدعى "فرنسيس"، مدعيا أنه الشقيق الثالث، أين تم التفاوض على مبلغ الصفقة والتي تم تحديدها ب30 مليار سنتيم، مضيفا المتهم أنه تسلم حقيبة بها صندوق حديدي به مبلغ به مبلغ 2.5 مليون أورو، مخطرا ضحيته بأنها أموال الانتخابات التي اختلسها والده المغتال، مضيفا أن الرعية أخبره بأنه لا يستطيع فتح الصندوق لأنه موصد تاركا في خدمته رقما هاتفيا للاتصال به مع الاحتفاظ بالأموال، الأمر الذي جعل الضحية يحاول كسر الصندوق، غير أن الأفريقي منعه بحجة أن الصندوق به مادة سوداء وأن تناثرت سوف تضيع الأوراق النقدية، مضيفا أنه بعدها أخطره بأنه سيتنقل إلى سفارة دولة جنوب إفريقيا بحيدرة بغية جلب المفتاح والرمز السري الخاص بالصندوق، وفِي الْيَوْمَ الموالي عاود الأفريقي وشريكه الاتصال بالشقيقين لإخطارهما بأن السفارة تطلب مبلغ 47000 أورو ما يضاهي 907 مليون سنتيم بالعملة المحلية، الأمر الذي جعله يسلمهما المبلغ في الْيَوْمَ الموالي ليختفي بعدها من دون رجعة. وأنكر المتهمان التهمة المنسوبة إليهما في الجلسة، مصرحين بأن الضحية هو من اتصل بهما، وبعدما وقعا ضحية نصب من قبله قاما بححزه لأجل استرجاع المبلغ المسلوب منهما، ناكرين تعنيفه أو حجزه تحت طائلة التهديد، ليلتمس وكيل الجمهورية إنزال عقوبة عامين حبسا نافذا وغرامة ب200 ألف دج، قبل ان تدين المحكمة المتهمين ب18 شهرا حبسا غير نافذ مع الإفراج عنها إن لم يكونا موقوفين لسبب آخر.