المائية والأودية وبعض الحواجز والسدود والآبار التقليدية مع حلول كل فصل حر، تشكل مصيدة للأرواح البشرية وآلة تصنع مآسي العائلات الجزائرية، سيما منها الريفية، أين تصبح كل المجمعات المائية في غفلة من الآباء وكل الجهات المسؤولة، قبلة للأطفال والقصر من رواد السباحة التي تتحول من رحلات للاستجمام إلى كابوس يبتلع أجسادهم الباحثة عن المتعة بشكل يشبه إلى حد كبير ما يتعرض له ركاب قوارب الحراقة، ما دام المصير واحدا. ونحن على بعد خطوات قليلة عن فصل الصيف، ها هي الظاهرة تكشر عن أنيابها في موسم الموت الجديد، وتفتح ورقة بيضاء لتدوين قائمة أخرى من الغرقى والمفقودين. "النهار" وقفت على تقارير وأرقام مفزعة عن حصيلة ضحايا هذا النوع من السباحة خلال الموسم الفارط بعدد من المديريات الولائية للحماية المدنية بالشرق، لكن الأمر لا يعدو جردا للضحايا بقدر ما هو قرع لأجراس الخطر لتحريك كل الجهات المعنية من أجل التحسيس والوقوف على الظاهرة وكبحها.. يحدث هذا في الوقت الذي تظل فيه بعض المسابح العمومية، مغلقة وغير مستغلة، أو غير قادرة على استيعاب المقبلين عليها من الأطفال، والبعض الآخر نقطة من نقاط الفساد وسوء التسيير، إذ تطالها تحقيقات أمنية لعدم مطابقتها للمعايير المعمول بها أو حتى بسبب وجودها على الورق والفواتير فقط.