في ظل غياب أي تكفل بالفئات المحرومة بالمناطق النائية أطفال ينتحرون بالسباحة في برك مائية تنعدم بها الشروط الصحية تبتلع البرك والأودية إلى جانب السدود سنويا عشرات الضحايا خاصة من الأطفال الذين يلجأون إليها بحثا عن الراحة والاستجمام في ظل الظروف القاسية التي تحرمهم من قضاء عطلتهم على شاطئ البحر كباقي أترابهم.يلجأ الأطفال بالمناطق النائية خاصة إلى السباحة بالأودية والبرك المائية وحتى السدود التي تنعدم بها الرقابة وكذا النظافة مما يعرض حياتهم في أغلب الحيان للخطر سواء بالإصابة بالأمراض الجلدية المعدية أو الموت غرقا ومع حلول فصل لصيف باتت تلك المناطق الخطرة ملجأ للعديد من الأطفال الذين يعانون ظروفا اجتماعية قاسية حرمتهم من التمتع بيوم واحد على شاطئ البحر كباقي أترابهم مما دشن موسم الغرق باكرا حيث سجلت مصالح الحماية المدنية أول ضحية بولاية سوق أهراس خلال شهر مارس الفارط ببلدية المشروحة علما أن هذه السنة شهدت انتشارا كبيرا للبرك المائية بسبب كمية التساقط التي فاقت المعدل الفصلي المعتاد بالجزائر مما ساهم في خلق مسطحات مائية جديدة تشكل كلها خطرا كبيرا على سلامة الأطفال الذين قد يسقطون بها حيث سجلت ذات المصالح خلال الفترة الممتدة بين مارس وجوان وفاة 3 أشخاص إثر سقوطهم بالبرك المائية وآخر لقب حتفه غرقا بالوادي فيما توفي 4 آخرين بعد سقوطهم في الأبار وتبقى من أكبر المسببات حالات الغرق وغياب الوعي وكذا الإرشاد الذي يجب أن يحظى به أهالي الريف بالدرجة الأولى لمعرفة مدى خطورة الوضع سواء من الجانب الصحي أين يمكن أن تحمل أجساد الأطفال أو حتى الكبار أمراضا خطيرة من مياه تلك البرك والمستنقعات المحملة بالجراثيم الخطيرة التي تؤدي إلى الإصابة بمختلف الأمراض الجلدية إلى جانب التنفسية وفي حالة ابتلاع تلك المياه فإن الطفل يكون وقتها معرضا للإصابة بتسمم خاصة بالبرك القريبة من الأراضي الفلاحية التي تصلها بعض الأدوية التي تستعمل في تسميد الأراضي والقضاء على الحشرات الضارة وسط الحقول هذا إلى جانب النهاية الحتمية التي قد يتعرض لها الأطفال والمراهقون وحتى الشباب على حد السواء بسبب السباحة بعد تناول الطعام مباشرة وبما أن البعض يقصد تلك الأماكن بمفردهم فإنهم يغرقون لغياب النجدة كما أن بعض البرك تعمل على سحب الضحايا إلى القعر، أين تصعب عليهم المقاومة فيلقون حتفهم غرقا حتى أمام أعين أصدقائهم ولأن الظاهرة لا يمكن القضاء عليها بسهولة خاصة وأنه في حالة القضاء على البرك فإن الأطفال يتوجهون للسباحة على مستوى الأودية وكذا السدود فإن المصالح المختصة تنصح في حالة التوجه إلى تلك المناطق عدم الأكل والدخول للسباحة مباشرة كما ينصح بالتوجه بمجموعات للإخطار عن أي خطر قد يواجه أحد الأطفال لتبقى الظروف القاسية وإنعدام التكفل من طرف المعنيين بتلك الفئة المحرومة الدافع الأول بهم إلى الإنتحار بتلك البرك التي تفتقر لأدنى الشروط الصحية . بوسعادة فتيحة