كأس إفريقيا أو المونديال القاري الذي يجري في غانا هذه الأيام، ليس مجرد أهداف ومتعة مضمونة، ليس مجرد تنافس محموم بين 16 منتخبا..وليس فقط ما نشاهده عبر الشاشات الصغيرة فالوجه الآخر لهذه المنافسة التي يتابعها 3 ملايير بشر ويغطيها 4000 إعلامي جنون وفنون بنفحات افريقية خالصة، أخبار غريبة ومفارقات أغرب وأشياء لا نسمع عنها سوى في الأدغال الإفريقية والبداية من الفوضى التي عاشتها غانا وسوء التنظيم الذي سبق حفل الافتتاح حيث قضت منتخبات ساعات في المطار افترشت فيه نجوم عالمية الأرض، ولم تجد أخرى وسائل نقل تقلها إلى مقر إقاماتها وضاعت حقائب المنتخب الزامبي ووجد الإعلاميون أنفسهم في ورطة مع بطاقة الاعتماد وسط تدافع شديد وساعات وسط حرارة لافحة وصلت 40 درجة، ما دعا هؤلاء للقيام بمسيرة في شوارع كوماسي لتسجيل احتجاجهم ولكم أن تتصوروا الموقف، قيما أوردت مواقع الكترونية أن صحفيين من السودان نصبوا خيمة يقيمون فيها رفضا منهم لخدمات أحد الفنادق المتواضعة ودائما فيما يتعلق بمشاكل الصحفيين فقد اعتدى أول أمس لاعبو السودان على بعثة تلفزية مصرية وتسببوا في كسر الكاميرا، من جهتها الشركة الفرنسية الناقلة للمباريات توجد في ورطة كبرى بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء ما جعلها تستنجد بتقنيين من بلجيكا لتوفير مولدات كبيرة، منتخبات كثيرة لم يعجبها مكان الإقامة سيما منتخب مصر ما دعا المدير الفني شحاتة أن يعنف المدير الإداري عدلي بحجة أنه لم يتحفظ عن خدمات النزل بحكم أنه جاء مرتين، و احتجت المغرب والسنغال وحشر المنتخب التونسي الذي غادر أحد فنادق مدينة تمالي البدائية إلى فيلا صغيرة، وإذا كان حفل الافتتاح لم يثر إعجاب الكثيرين فإنَ الحركات التهريجية لآلاف البشر عليه أثرت كثيرا في أرضية الميدان وجعلها مليئة بالحفر ما دعا المدرب كلود لورا بعد نهاية لقاء غانا – غينيا يقول في تصريح ناري:"لو اهتم المسؤولون بأرضية الميدان مثلما اهتموا بكراسي المنصة الشرفية لرئيس الجمهورية وحاشيته كنا سنلعب أفضل.." ومنذ المقابلة الأولى والتحفظ قائم ليس فقط على حالة الميادين ولكن على الكرة التي صنعها نفس مهندس كرة المونديال إذ اشتكى من سرعتها الحراس والحركة اللولبية التي تحدثت عندما اقترابها منهم، علما أن هذه الكرة تنفخ مباشرة وليست مخاطة ما يفسر سرعتها وسماها صاحبها واوا ابواه باللهجة المحلية الغانية بمعنى القوة والصلابة كما أن ألوانها مكتسبة من ألوان العلم الغاني، وبوصول الدورة اليوم الأحد إلى اسبوعها من هذه المنافسة لا زالت الفوضى سائدة وسجلت الكثير من حالات السرقة في المدرجات كما وصل محتال حتى منصة الصحفيين وسطا على محفظة صحفي بريطاني تحتوي بطاقة ائتمان ومبلغا ماليا ولم تكن الكأس الإفريقية فألا حسنا على الأهالي في غانا لأن الأسعار ارتفعت بصورة جنونية وقلت وسائل النقل، كما سجل ازدهار في تجارة الجنس بفعل تدفق بائعات الهوى من كل مكان وأغلقت المدارس في مدن بأكملها صارت مأوى للمناصرين، ولا زال حتى الآن تصريح مدرب منتخب البينين رينهارد فاييش الاكثر جدلا حيث أكد أنه تلقى رشوة بقيمة 20 ألف دولار من احد وكالات الرهان مقابل خسارة فريقه لقاء مالي بشرط آخر هو التسبب في ضربة جزاء(؟؟)، كما رد بيرتي فوغس مدرب نيجيريا عن سؤال يتعلق بسبب رفضه حديث رئيس الجمهورية مع اللاعبين لتحفيزهم قبل لقاء كوت ديفوار بالقول: خفت أن يشتت تركيزهم لو يتحدث عن الأموال؟؟ وفي ذات الإطار فاجأ محلل تونسي الجميع في قناة حنبعل في برنامج سويعة كان المباشر الخميس الماضي عندما طلب من لاعبي المنتخب الانقلاب على المدرب روجي لومير ، الطقوس الإفريقية حاضرة كالعادة إذ رافق بعض المنتخبات سحرة ومشعوذون يتنقلون مع اللاعبين إلى أمكان التدرب ويحجز لهم في المدرجات وكانت أنباء من غانا أشارت أن مشعوذين من زامبيا تنقلوا خصيصا قصد شل حركة المصري أبو تريكة (؟؟) ولم تكتف منتخبات بلاعبيها العالميين مثل نيجيريا، الكامرون والسنغال وجلبت معها السحرة لعل وعسى..، وبعيدا عن هذه العادات لا زال زيدان لاعب المنتخب المصري الأكثر لفتا للانتباه بحلاقته وكتابته بالشعر حرف z أول حروف اسمه على رأسه، وكذلك بهدفيه أمام الكامرون إضافة إلى طريقة تعبيره على فرحته التي فسرها في برنامج تلفزيوني لقناة المحور عبر الهاتف بقوله: أنا متعاقد في ألمانيا مع شركة بيما التي طلبت مني نزع الحذاء والجري به عند التسجيل ، وفي لحظة التفاعل تلك لم أشعر بنفسي إلا وأنا ألعب به، كما ثبت عن زيدان أنه يحمل معه كرة سلة في أوقات الفراغ للعب بها، وفرح بنفس الطريقة ليلة أول أمس في لقاء البينين وكوت ديفوار لاعب الفيلة دنداني مسجل الهدف الرابع الذي رفع حذاءه أمام الكاميرات مكتوبا عليه رايسا وهي اسمه ابنته التوأم التي توفيت غداة دورة مصر الماضية والتي كان قد غادر بسببها المنتخب ومن العرب لفت المغربي العلودي الأنظار إليه في لقاء ناميبيا حيث وبعد كل هدف كان يعود إلى خط التماس لملء شعره ب الجال و أكد لصحيفة الشرق الأوسط أنه يفعل هذا حتى يكون وسيما على أرضية الميدان علما أن زملاءه اتهموه بأنه لا يضرب الكرة برأسه خوفا على شعره، وسبغ المصري ابراهيم سعد شعره بالأصفر وكذلك فعل الجنوب إفريقي زوما وأوقف النيجيري انكياشا شعره بطريقة غريبة في انتظار تقليعات أخرى. كاس إفريقيا أيضا هي وجه آخر للمال ولا يمكن أن تمر دورة دون أن أن نسمع عن مشاكل كهذه، ما دعا الاتحاد الزامبي لطرد لاعبين متمردين وسارعت الاتحادات لتحديد مكآفات التتويج قبل التنقل من أجل طي الملف مبكرا، حقوق النقل التلفزي هي الأخرى تؤرق الأفارقة فالطوغوليون لا يشاهدون كاس إفريقيا إلا من يسكنون على الحدود مع البلد المنظم اذ يلتقطون برامج الأرضية الغانية، كينيا رغم الحرب الأهلية سارعت إلى اقتناء حقوق البث مقابل 522 ألف أورو لتخذير الشعب عله ينسى مآسيه فيما اشتكى التلفزيون الرسمي السنغالي إلى الحكومة قناة أخرى تنقل المباريات مجانا عن طريق القرصنة، الشعب الزامبي غير محظوظ لأن حقوق البث بلغت 48 مليون يورو لم تتمكن الدولة من دفعها وتركت الشعب يشاهد اللقاءات في ساعات السينما مقابل 3 يورو ل 90 دقيقة.