لايزال تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي يعتمد على دعاة وقيادات يبررون إباحة دماء المسلمين، من خلال فتاوى يصدرونها وينشرونها في صفوف وعناصر التنظيمات الإرهابية، هؤلاء الدعاة الذين أصبح التنظيم جد محتاج إليهم، في ظل تراجع عددهم وتأثيرهم لا يزال البعض منهم متشبثا بأفكاره التي تعد في الأصل عقيدة الخوارج التي ظهرت في أعقاب بداية الخلافة الإسلامية. طالب تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، الذي يقف وراء عمليات الإختطاف شمال مالي مؤخرا من بريطانيا، بإطلاق سراح أبو قتادة الفلسطيني، مقابل إطلاق سراح أحد رعاياها، ويعتبر الأردني عمر محمود عثمان أبو عمر المعروف ب''أبو قتادة الفلسطيني''، أحد منظري ''الجماعة الإسلامية المسلحة'' خلال العشرية السابقة، وأحد أبرز المحرضين على العنف وإباحة دماء المسلمين الجزائريين، وكان يشرف على نشرية الأنصار التي كانت توزع في لندن وتروج لأعمال الجماعة المسلحة ''الجيا'' بالجزائر.كما كانت الجماعة الإسلامية المسلحة ''الجيا''، التي تأكد ارتباطها بتنظم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بعد دفاعه عن أبو قتادة، تعتمد أيضا على فتاوى عمر عبد الحكيم المعروف بأبو مصعب السوري الذي تميز بعلاقاته القوية مع جماعات الإرهابية في الجزائر، وحضر تأسيس الجماعة الإسلامية المسلحة ''الجيا'' التي كان جما زيتوني أول من حاول تأريخ عملها المسلح في الجزائر، وتبرير أعمال العنف من خلال فتاوي شرعية باطلة.وظهر في الشريط الأخير من عشاق الحور الذي بثه تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي على منتديات الانترنت، أن العناصر الإرهابية تتداول فيما بينها رسائل وكتيبات لصاحبها حسن محمد قائد المعروف بأبو يحيى الليبي، الذي يبرر خلالها شرعية العمليات الإنتحارية من خلال مؤلفاته ''التترس في الجهاد المعاصر''.ويعتمد عناصر التنظيم أيضا على عدة فتاوى لدعاة لا يزالون متشبثين بأفكارهم المتطرفة، أمثال أبو حمزة المصري إماما لجامع فنسبيري بلندن، وكان يبدي تعاطفا كبيرا مع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وهذا إلى جانب الداعية المصري عبد الرحمن عمر ومصطفى شكري، ويبقى علي بن حاج الرجل الثاني في الحزب المحظور الجبهة الإسلامية للإنقاذ، أحد أهم الدعاة الذين برروا العمل المسلح في الجزائر. ويوجه علماء التيار السلفي انتقادات كبيرة لهؤلاء الدعاة، الذين يعدون ممثلين لعقيدة الخوارج التي ظهرت بذورها في أعقاب الخلافة الإسلامية، وهي التي تكفر السلم لمجرد المعصية وتستبيح دمه.