مصالح الأمن توقفت عند معنى "المسجد الأقصى" في شريط "القاعدة" اعتمدت مصالح الأمن خلال الأسابيع الأخيرة، مجموعة من التدابير الأمنية الوقائية والاحتياطية تحسبا للجوء ما يسمى تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، لتنفيذ عمليات استعراضية جديدة في الذكرى الأولى للتفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا مقري قصر الحكومة والأمن الحضري بباب الزوار. وكان تنظيم "درودكال" قد دشن بهما سلسلة من الاعتداءات الانتحارية الدموية منذ 11 أفريل الماضي، وعلمت "الشروق اليومي" في هذا الإطار، أنه تم استنفار جميع مصالح الأمن للتحلي باليقظة وترصد كل التحركات المشبوهة، خاصة في الأحياء الشعبية التي ينحدر منها الإنتحاريون المحتملون، ويرجح إنها القواعد الخلفية، خاصة وأن شريط "عشاق الحور"، ركز على خلية الانتحاريين، ومنه لايستبعد أن يقوم أحد المجندين الجدد بالعملية المحتملة، كما لفت الخبير الأمني الذي تحدثت إليه "الشروق اليومي"، الانتباه إلى الصورة الافتراضية التي بدأ بها هذا الشريط وحديث معلق الشريط وهو المدعو "محمد أبو صلاح" مسؤول اللجنة الإعلامية عن "المسجد الأقصى" بالقول "إن المجاهدين يمموا وجوههم شطر المسجد الأقصى"، وأوضح الخبير أنه كان يعني بها مكانا ما وهو الموقع المستهدف، مؤكدا أن قيادة "التنظيم قد لا تلتزم بتاريخ 11 أفريل لتنفيذ اعتداء يعيدها إلى الواجهة وتتدارك من خلاله الأخطاء التي أدت إلى تراجع التجنيد والدعم". وقال خبير أمني على صلة بالملف ل"الشروق"، أن قيادة التنظيم الإرهابي تسعى لتنفيذ ضربة كبيرة لها صداها الداخلي والخارجي، لا تستهدف هذه المرة مدنيين في محاولة لتبييض صورته بعد الانتقادات التي واجهها على خلفية العمليات الانتحارية الأخيرة التي خلفت ضحايا أغلبهم من المدنيين والتلاميذ والطلبة والأطفال وهو ما أكده الشريط الأخير "عشاق الحور" الذي ركز على الاعتداءات التي استهدفت مراكز أمنية وثكنات عسكرية. وكان عدد من المؤشرات التي توحي بأن شيئا ما يجري التحضير له قد دفع لاتخاذ هذه التدابير الأمنية، وأفاد مصدر أمني على صلة بالملف، أن أجهزة الأمن أخذت بجدية الرسائل التي تضمنها هذا الشريط الأخير للجنة الإعلامية لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، حيث كان إشعارا بالتخطيط لعمليات انتحارية جديدة كما سبق ل"الشروق" أن أوردته في عدد سابق، إلى ذلك، تندرج عملية إحباط عملية انتحارية كانت تستهدف مقر مؤسسة عمومية بوهران ومقتل منفذها في إطار العودة إلى هذا النوع من العمليات التي تحقق ضجة إعلامية، خاصة في ظل الحصار الذي واجهته قيادة التنظيم في معاقلها الرئيسية بمنطقة القبائل، لتضطر الى تحويل نشاطها الى ولايات الشرق والغرب، خاصة وأنها فشلت في تحقيق الأهداف التي كانت تصبو إليها من خلال عملية خطف السائحين النمساويين، حيث حددت نهاية المهلة الثانية، بتاريخ 6 أفريل المقبل، ولا يستبعد تمديدها مجددا في حال عدم التوصل إلى حل نهائي. وأكدت مصادر أمنية ل"الشروق اليومي"، أنها لا تتوفر على معطيات حول وجود مخطط ملموس خاص بتنفيذ عمليات انتحارية، وتكون اتخذت إجراءات وقائية لإحباط أية مخططات إجرامية "وهذا العمل يندرج في إطار النشاطات التقليدية لمصالح الأمن في مجال مكافحة الإرهاب"، وأضاف أن عمل مصالح الأمن لم يتوقف وغير مناسباتي، مؤكدا أن هذه التدابير "عادية"، بينما أشارت مصادر أمنية أخرى، إلى انه تم تكثيف العمل الاستعلامي الرامي إلى مراقبة العناصر المشبوهة وترصد شبكات الدعم والإسناد النائمة التي قد يتم تفعيلها في أي لحظة لتنفيذ اعتداءات انتحارية، خاصة وان قيادة درودكال تسعى لتجنيد عناصر غير معروفة وليست محل شبهة أو بحث من طرف مصالح الأمن.