أفادت مصادر متطابقة ل "الشروق اليومي"، أن أجهزة الأمن تمكنت قبل أيام من توقيف إرهابي شرق العاصمة، يكون قد أدلى خلال استجوابه بمعلومات عن عملية انتحارية يجري التخطيط لها بمناسبة ذكرى تفجيرات 11 أفريل، وأضافت مصادرنا أن هذا الخيط هو الذي قاد مصالح الأمن إلى وضع يدها على عناصر مجموعة يعتقد أنها تشكل الخلية الانتحارية المكلفة بالعملية. لكن شكوك المصالح الأمنية لاتزال قائمة بوجود سيناريوهات أخرى أو خلايا أخرى أسندت لها مهمة تنفيذ نفس المهمة احتياطيا بعد أن توصلت التحقيقات الأمنية إلى اعتماد قيادة ما يسمى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، شبكات دعم وإسناد مستقلة بعد نجاح مصالح الأمن في تفكيك أهم قواعدها الخلفية، إضافة إلى أن قيادة التنظيم الإرهابي تلجأ في مثل هذه الحالات إلى تأجيل تنفيذ العملية الانتحارية وليس إلغائها، كما حدث مع تفجير مقر المجلس الدستوري الذي خطط له زهير حراك (سفيان فصيلة) أمير المنطقة الثانية ومسؤول خلية الانتحاريين، حيث عثرت الفرقة الخاصة التابعة للجيش عند القضاء عليه على صورة العملية الافتراضية في هاتفه النقال، ما أكدته لاحقا اللجنة الإعلامية لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" في بيان لها، وكان وزير الداخلية قد أكد في تصريح عقب التفجير الإنتحاري ببن عكنون أن "مصالح الأمن كانت على علم بالعملية" التي تم تأخير تنفيذها ولم يتم إلغاؤها، وهو ما تعمل عليه اليوم، التحقيقات.ولم يتسن تأكيد هذه المعلومات لدى الجهات المعنية التي تحفظت عن تقديم أي تفاصيل واكتفت بالتعليق على تشديد الإجراءات الأمنية على أنها "تدابير وقائية وعادية"، وكانت مصالح الأمن قد أعلنت عن حالة استنفار، حيث شنت حملة تفتيش لكل المركبات المشبوهة وتشديد الرقابة على جميع المداخل المؤدية للعاصمة، كما سبق أن أشارت إليه "الشروق اليومي " في وقت سابق، حيث تم اعتماد مخطط وقائي لإحباط أي مخطط إرهابي في ذكرى أولى تفجيرات انتحارية في الجزائر استهدفت مبنى رئاسة الحكومة ومقر الأمن الحضري بباب الزوار من خلال تكثيف المراقبة ونقاط التفتيش.وتعتبر هذه العملية المؤشر العملي الثاني الذي توصلت إليه مصالح الأمن بالعودة إلى تنفيذ العمليات الانتحارية لما تثيره من صدى إعلامي، بعد المؤشر الأول الذي تضمنه شريط "عشاق الحور" الذي بثته اللجنة الإعلامية التابعة لما يسمى تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" قبل حوالي أسبوعين إشعارا بتنفيذ عمليات انتحارية مستقبلا، من خلال التركيز على المجندين الجدد والكشف عن هوية الانتحاريين المحتملين لأول مرة لتجنيدهم نهائيا في الخلية الانتحارية، خاصة بعد أن فشلت قيادة تنظيم "القاعدة بلاد المغرب الإسلامي" في تحقيق الهالة الاعلامية في قضية خطف السائحين النمساويين، بعد أن حاولت التأكيد على مطالب "سياسية" للتغطية عن الهدف الحقيقي المتمثل في الحصول على فدية لتدارك العجز المادي الذي تواجهه باعترافها.