هو شريط بالصوت والصورة، لمدة 18 دقيقة، يبين عمليات سرقة ونهب، ليلا نهارا لجبال كاملة من تربة ورمال الأراضي الفلاحية، من طرف المئات من الشاحنات التابعة لبارونات الرمال بمنطقة بن عزوز بولاية سكيكدة، بتواطؤ من المسؤولين المحليين، وعلى رأسهم مديرية الصناعة والمناجم، تحصلت عليه ''النهار'' من عائلات مشتة لخمامرة، التي استولى بارون صيني وشريكه الجزائري على أراضيها بالقوة، بعد أن تحصلا من وزارة الطاقة والمناجم على رخصة لإقامة ''مصنع وهمي لصناعة الزجاج''، لم يتم أبدا إنجازه، وتحول نشاط البارون الصيني وشريكه الجزائري إلى نهب متواصل لآلاف الأطنان يوميا من رمال أراضي العائلات الضحية، دون رقيب أو حسيب، محدثين كارثة بيئية ضخمة على أراضي المنطقة المصنفة عالميا كمحمية طبيعية وفق اتفاقية ''رام سار'' لحماية المناطق الرطبة في الجزائر. معاناة الألف عائلة من سكان منطقة لخمامرة صنهاجة، الواقعة ببلدية بن عزوز بولاية سكيكدة، والحڤرة الفاضحة التي تعرضوا لها بسلبهم أراضيهم عنوة من طرف بارونات الرمال، لم تحرك ضمير أي مسؤول بولاية سكيكدة، الأمر الذي دفع ممثلي العائلات إلى الاستنجاد ب''النهار'' لتبليغ الرسالة للرئيس بوتفليقة لفضح ما أسموه بالجريمة في حق الوطن والطبيعة وفي حق ألف عائلة تقتات من زراعة أراضي المنطقة، التي تعود ملكيتها إليها أبا عن جد، منذ عصور. وللتأكد من حجم هذه الجريمة تحصلت ''النهار'' على الوثائق الرسمية التي تؤكد تصنيف المنطقة الممتدة من قارباز إلى غاية مناطق بن عزوز وصنهاجة، من طرف البرنامج العالمي للبيئة والصندوق للعالمي للطبيعة اللذان خصصا، بدعم من صندوق الأممالمتحدة للتنمية، ميزانية لتنفيذ برامج خاصة لحماية هذه المنطقة التي أدرجت ضمن التراث العالمي كمحمية طبيعية في إطار المحافظة على المناطق لرطبة في العالم. كل هذه المعطيات التي جمعتها ''النهار'' تؤكد علم السلطات بولاية سكيكدة بما يجري بمنطقة بن عزوز من جرائم في حق البيئة والمواطنين بفعل بارونات الرمال، وعلى رأسهم الصيني المدعو''لي زيهي'' الذي أسس رفقة شريكه الجزائري، وهو شخص غريب عن منطقة سكيكدة، قدم من ولاية عين الدفلة، المدعو بلعربي بو نجار شركة وهمية لإنتاج الزجاج بمبلغ 10ملايين. هذان الشخصان قدما ملفا لوزارة الطاقة والمناجم لطلب ترخيص إنجاز مصنع للزجاج، يوفر ألف منصب عمل لسكان المنطقة، وأعطت الوزارة موافقتها على إنجاز المشروع على مساحة 105 هكتار، حددت على أرضية غير شاغرة ،هي في الواقع ملك لعائلة تستغلها في الفلاحة، إلا أن المصنع لم ينجز منذ أكثر من خمس سنوات. كما اكتشفت ''النهار'' من خلال وثائق الشركة المذكورة أن الشركة مسجلة سنة2004 بالسجل الوطني التجاري بالعاصمة فقط، ولا أثر لها بسجلات التجارة لولاية سكيكدة، رغم أن عقد تأسيس الشركة يعود لسنة 2000 ورغم كل هذه التلاعبات، والغش في الوثائق والتهرب الجبائي، استمر البارون الصيني وشريكه في نهب ألاف الأطنان من الرمال، يجري تحميلها على متن شاحنات وتباع مباشرة في السوق كرمل للبناء، يتم شحنه مباشرة من أراضي العائلات، محدثين كارثة حقيقية وحفرا ضخمة ناتجة عن استخراج الآلاف من الأمتار المكعبة من الرمال. السكان، الذين يشاهدون يوميا عملية استيلاء المحتالان على أراضيهم، احتجوا على حرمانهم و منعهم من استغلال أملاكهم، حيث قاموا خلال الأيام الماضية بتنظيم احتجاجات رفقة أطفالهم، للفت انتباه السلطات المحلية للمعاناة اليومية التي يعيشونها، خاصة مع إقدام الصيني وشريكه على تهديدهم بالطرد من أراضيهم، متحججا ''بأنه يملك نفوذا قويا بالولاية وبالجزائر العاصمة''. يحدث كل هذا بولاية سكيكدة، التي يبدو أن لا أحد من مسؤوليها يعتبر نفسه معنيا بهذه الجرائم. وأكد السكان الدين ضاقوا درعا من تهديدات البارون الصيني وشريكه، أن أملهم الوحيد في الجريدة لتبلغ عن ماساتهم للسلطات العليا للبلاد، كما أصروا على توجيه رسالة إلى رئيس الجمهورية لطلب تدخله شخصيا، لوضع حد للحڤرة التي يعيشونها في بلدهم، ولفتح تحقيق حول ما يحدث بمنطقة بن عزوز وصنهاجة على مرأى ومسمع مسؤولي الولاية.