حيث اختار غرمول في مؤلفه الجديد ان بغوص تجربة مخالفة لمساره القصصي و الروائي أين اختار ان يعود عبر السرد الوجداني إلى أعماقه و يعيد بناء لحظة رحيل بختي بن عودة الذي كان بالنسبة لجيله واحد من الأصوات المعول عليها كثيرا في ميدان الفكر و الفلسفة اختار " زعيم الأقلية الساحقة " ان يوجه خطاب شفاف و صريح لبختي و يبكي فيه صديق العمر و الراحل الكبير الذي لم يكن له ما يكفي من الوقت ليقول له كل من يريد ان يقوله . بسرد متدفق و أسلوب أنيق اختار الكاتب ان يعود إلى ذاته إلى أشيائه البسيطة و الحميمية ليعلن غضبه ليقول وجعه" لا لا يمكن ان يكون هذا الكتاب لك انه محض كلمات ستغادر بعد قليل هذه الأوراق و ستنتشر كأطياف ضوء بين الناس ...أنت لم تبق لك الأسف سوى التعازي و أنا للأسف لم يبق لي سوى مقاومة الغياب ..." يعلن الكتاب انه لم يعد " رسولا للمطر " و قرر ان يفضح وجعه و أوجاع وهران التي لم تكن غير الجرح الأخر لبختي و مشروعه المنهار . الكتاب الجديد ليس رواية و لا قصة و شعر ببساطة هو نص خارج التصنيف هو مجرد صرخة أطلقها الكاتب عندما قرر ذات يأس ان يفكر بصوت مرتفع . و الجدير بالذكر أن عبد العزيز غرمول يستعد لاصدار رواية جديدة بعنوان " عاهرات بلزاك" تصدر في الجزائر عن " منشورات الغد " و دار الحداثة في لبنان بالتنسيق مع منشورات مكتبة مدبولي في القاهرة الرواية المنتظر حسب الروائي في تصريح للنهار تحكي قصة رجل يذهب إلى فرنسا و لم يطلع في حياته إلا على كتاب هامشي لبزاك " العاهرات " فيعود للبلد و في ذهنه فكرة تحويله إلى ماخور كبير على أساس انه انسب طريق للحداثة.