جاءتني مكالمة هاتفية برقم مجهول لصاحبها سليم من تيارت الذي كان مرتبكا وكثيرا التوتر، وبعدما هدأت من روعه وطلبت منه التريث والثبات بدأ بطرح مشكلته قائلا: أنا شاب من مدينة تيارت، في الرابعة والعشرين من العمر، أمر بمرحلة نفسية عصيبة، وتأنيب الضمير بلغ ذروته، بعدما أقدمت على فعل شيطاني أتجرع اليوم تبعاته، مما أرقني وجعلني لا أتذوق من الدنيا إلا المرار. كنت متوجها إلى المسجد لأداء صلاة الظهر، وكان ذلك منذ ثلاثة أشهر، حيث اعترض ناظري مشهد فتاة تحاول عبور الطريق إلى الناحية الأخرى، وهذه الأخيرة كانت تحمل عصا ترتكز عليها لتجعلها دليل السير بإعتبارها عمياء فأسرعت لكي أساعدها، وبمجرد أن أمسكت بيدها وعبرت بها الطريق شعرت بقوة كبيرة تجذبني إليها، مما جعلني أسألها عن وجهتها فأخبرتني أنها تريد الذهاب إلى مكان معين لكنها أظلت الطريق، بعدما تركتها شقيقتها التي رجعت إلى البيت، بعدما تداركت أمرا مهما. هونت عليها الأمر وأخبرتها بأني سأرافقها إلى عين المكان، وأنا أسير بها دار في رأسي عشرات الأفكار الشيطانية فإبليس اللعين بعدما إستطاع أن يحول وجهة سيري عند المسجد، عرف كيف يسيطر علي جيدا، مما جعلني أستدرج تلك الفتاة إلى مكان خال، لكي أنال منها، رغم أنها توسلت إلي وإسترحمتني لكنني لم أرحمها. إستجبت لرغبتي الدنيئة وإغتصبت تلك الفتاة وعدت أدراجي وكأن شيأ لم يكن لكن بعد مرور أيام بدأ الشعور بالذنب يراودني، حيث تكاثر بداخلي وأوصلني إلى هذا الوضع الذي لم أعد أحتمله لذلك قررت تحمل نتيجة الخطأ فأنا يا سيدتي أعترف أمام الله أني أذنبت لذلك هاتفتك لتكوني وسيطا بيننا، إذا يمكن لهذه الفتاة أو أهلها إن اطلعوا على هذا النداء والإتصال بك، وترك رقم هاتفي لكي أتحدث معهم، عساني أجد الصيغة التي ترضيهم وتجعلني أكفر عن ذنبي. الرد: الحمد لله الذي هداك إلى هذا وجعلك تفكر في كيفية غسل نفسك من هذا الذنب والتوبة منه، فهذه القصة التي وقعت لك عبرة لكل الناس، فأنظر كيف إستطاع الشيطان أن يحيدك عن طريق الحق، بعد أن كنت متجها إلى بيت الله وجدت نفسك في وكر الشيطان، لذلك أرجو ألا تتراجع عن هذا القرار، وتحاول قدر المستطاع تحمل تبعة هذه الفعلة، ولاتنسى أن تفكر في مصير هذه الفتاة العمياء التي أوقفت أهلها في الحياة بفعلتك الشنعاء، أرجو أن تعاود الإتصال بي. ردت نور