أدانت محكمة الجنح بوهران أمس فتاة في الثامنة عشر بسنة حبسا نافذا في قضية غريبة الأطوار لفتت انتباه قضاة التحقيق بمحكمة جمال الدين، حيثياتها بدأت عندما اختفت الشابة "ص.ش.م" العاملة بمصنع في بئر الجير بتاريخ 21 جانفي الفارط عندما خرجت من بيتها بحجة تلقي أجرتها الشهرية، وانتظرت العائلة رجوعها مدة يومين لتقوم بتبليغ مصالح الأمن بحادثة اختفاء وبداية رحلة البحث المضنية حتى تلقى والدها مكالمة برقم هاتفها، والمتصل شاب مجهول أكد للعائلة أنه اختطف ابنتهم رفقة أشخاص آخرين وقد قتلت على أيديهم وهي الآن متواجدة بمصلحة حفظ الجثث بمستشفى في العاصمة كما ذكر له أنهم سيرسلون لهم صورها المشوهة بعد تصفيتها، فما كان من الوالد سوى التنقل إلى العاصمة للبحث عنها بالمستشفيات حتى يقوم بإجراءات الدفن، لكنه لم يعثر عليها ورجع إلى وهران لإقامة العزاء، وفي تلك الفترة جاءته مكالمة ثانية من هاتف نقالها، وكانت الصدمة أن المتصلة هي ابنته التي ذكرت أنها لم تقتل وأنها اختطفت من طرف 5 أشخاص وهي متواجدة بمسكن في طور الإنجاز بالروشي وطمأنت والدها بأنها تحاول الهروب. وفي اليوم السادس من اختفائها أوصلها إلى بيتها الشاب "خ.ر" 28 سنة بعد أن ضرب موعدا مع أهلها في محور الدوران شرق مدينة وهران وذكر لهم أنها وجدها تائهة في بلدية قديل، وبعد أن سمعت الشرطة أقوالها في بداية الأمر صرحت بأن 5 شباب اختطفوها وأعطت أسماءهم، مضيفة أنهم حوّلوها إلى مسكن مهجور واعتدوا عليها جنسيا بالتناوب بالعنف، كما ستدعوا السادس الذي قدم لها مبلغ 200 دينار ومارس عليها الجنس، قبل أن ينقلها إلى بيتها، ليتم إلقاء القبض عليهم وإيداعهم الحبس المؤقت بتهمة الاختطاف والتصريح الكاذب. وأثناء التحقيق ظهرت حقائق أخرى كشفها الموقوفون، فكل ما قالته الفتاة مفبرك، والدليل على ذلك صور فيديو في هواتف نقالة بينت أن الشابة تنقلت بمحض إرادتها مع صديقها إلى فندق "فينكس"وقبلت ممارسة الجنس مع المجموعة كاملة داخل غرفة واحدة وطلبت تصوير كل الأفعال المخلة بالحياء التي شاهدها قضاة التحقيق ودققوا فيها والتي بينت أن كل ما أقدمت عليه كان بمحض إرادتها، إضافة إلى تواجدها معهم داخل ملهى ليلي بنفس الفندق بألبسة شبه عارية وأخرى في ملاهي ليلية بمنطقة الكورنيش بعين الترك، وبعد التدقيق في كشف مكالماتها الهاتفية، ثبت أنها كان على صلة بشبكات تمتهن الدعارة، ونتيجة هذا أودعها وكيل الجمهورية الحبس المؤقت بتهم إشعار السلطات بجريمة وهمية والتصريح الكاذب وحيازة صور مخلة بالحياء، وأثناء المحاكمة تناقضت ي تصريحاتها ولم يتأكد من دوافع اتصالها وإخطار عائلتها بحادثة قتلها وقد ورطت المجموعة التي سيعاد تكييف تهمها، فيما التمس لها ممثل الحق العام عقوبة سنتين حبسا نافذا بحضور عائلتها التي تضامنت معها.