غرز خنجر «كلونداري» في قلبه أمام باب منزله أقدم حمّال بمنطقة السّمار في أوائل العقد الثاني من العمر، يدعى «س.نصر الدين» على ارتكاب جريمة قتل بشعة في حق ابن حيّه القاصر طالب ثانوي، بسبب اعتراض هذا الأخير على مغازلة المتهم لابنة العم في مدرسة تعليم السيّاقة بعين النعجة، فقام بضربه غيرة على شرفه، الأمر الذي جعل الجاني يوجه طعنة لضحيته بواسطة «كلونداري» أردته قتيلا. وقائع الجريمة التي اهتز لها سكان جسر قسنطينة في عين النعجة، تعود أطوارها إلى يوم 14 فيفري 2016، وبالتحديد بالحي القصديري الذي يقطنه الضحية «ب.محمد» ذو 17 ربيعا، أين وقعت مناوشات كلامية بينه وبين ابن حيه العشريني «س.نصر الدين»، في حدود الساعة الخامسة زوالا، بسبب مغازلة هذا الأخير لابنة عم «الضحية» بقبلة على الخد أمام مرأى شقيقها الأصغر في مدرسة تعليم السياقة بعين النعجة، لتتطوّرالمناوشات الكلامية إلى مشاجرة عنيفة تعرض خلالها المتهم إلى ضرب مبرح على يد الضحية وصديقه «م.حمزة»، الأمر الذي جعل الجاني يتجه مباشرة إلى منزلهم العائلي، وهو في حالة غضب وقام بجلب سكين «كلونداري» كان يخفيه في قناة صرف المياه، واتجه بعدها إلى ضحيته عاقدا العزم على قتله، حيث قام بدّس أداة الجريمة في معطفه، وعند بلوغه منزل المرحوم على بعد 10 أمتار قام باعتراض طريقه، وفي غفلة منه استلّ السكين من ملابسه وغرزه في قلب غريمه، ثم لاذ بالفرار تاركا إياه يسبح في بركة من الدماء، وفي تلك الأثناء، تدخّل سكان الحي لإسعاف الضحية لإنقاذه من الموت، غير أنه لفظ أنفاسه الأخيرة وهو في طريقه إلى المستشفى. المتهم وخلال مواجهته بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد أمام محكمة الدار البيضاء، صبيحة أمس، اعترف منذ الوهلة الأولى بقتل ابن حيه، مبررا ذلك بالدفاع عن نفسه بسبب اعتدائه عليه رفقة صديقه، مؤكدا أنه لم يقم بالترصد للمجني عليه، كونه هو من عاود الاقتراب إلى منزله رفقة صديقه لاستفزازه. دفاع الطرف المدني وفي مرافعته، وقف على بشاعة الجريمة التي أدت إلى فقدان شاب في زهرة شبابه، مشيرا إلى أن المرحوم كان يحلم أن يتخرّج ويصبح طبيبا، غير أن القدر قال عكس ذلك، مضيفا الدفاع أن الجاني تعمد إزهاق روح ضحيته كونه غرس السكين في قلبه، وهو المكان الحساس في جسم أي إنسان. من جهتها النيابة العامة وعلى ضوء ما دار من مناقشة، التمست توقيع عقوبة الإعدام في حق المتهم، أمّا المحكمة وبعد المداولة في القضية قضت بإدانته بالسجن النافذ 15 سنة.