سيدتي الكريمة نور، تمنيت الحديث معك منذ مدة، لكن التراجع وعدم الإقدام جعلني أتردد في ذلك، أما اليوم وبعدما استجمعت قوتي ها أنا أهاتفك أشكو حالي، والضائقة التي أعيشها منذ مدة، أنا شاب عاصمي في 62 من العمر، أمارس التجارة الحرة، تعرفت على فتاة أحببتها، وكان ذلك منذ ثلاث سنوات ماضية، لكن أهلها رفضوني بحجة عدم استقرار عملي، لأن التجارة في نظرهم معرضة للكساد في أي لحظة. موقفهم هذا جعلني أصرف النظر عن أمر الزواج، بعدما اعتبرته تقليل من شأني وشاءت الظروف أن خطبت مرة أخرى بعد سنوات وفسخت الخطوبة لأسباب موضوعية وهنا تدخل القدر لكي يلعب لعبته. حبيبتي الأولى إلتقيتها صدفة، فشعرت أن قلبي ينبض بحبها، وعندما تكلمت معها وأعربت لها مما يختلج في قلبي، أكدت أن أهلها ندموا على ذلك الرفض، مما جعل الرغبة في معاودة المحاولة تجتاحني، فذهبت إليهم من جديد خاطبا، فكان كل الترحيب منهم ولم أكن أفكر أبدا مالذي دفعهم لتغيير موقعهم فجأة دون أي سابق انذار، أتممنا مراسيم كل شيئ، وقبل أن تزف إلي سمعت إشاعة مفادها أنها كانت على علاقة مسبقة مع أحدهم، وهذا ما أقلق سكوني وجعلني يوم الزواج أشك في كونها غير عذراء، رغم أني من أفقدتها العذرية في الليلة نفسها فراودني الشك أن تكون مفبركة، بعد اللجوء إلى عملية الترقيع الطبي. لقد أنجبت مني طفلة ... هي في الأشهر الأولى من عمرها، رغم أن زوجتي إنسانة متخلقة، متفهمة متحملة للمسؤولية الزوجية على أحسن وجه، محسنة لأبي وكذلك أمي ورغم خصالها الحميدة، إلا أني لا أحبها وأشعر دوما أنها إستغفلتني لتمرر خطيئتها فأنا دوما أختلق لها الأسباب لكي أنفصل عنها، ولا أشعر بالرغبة إليها أبدا، حتى واجبي الشرعي لا أقدم لها إلا مرات قليلة في الشهر، لأني كلما أردت ذلك تذكرت ماضيها الأسود. أني أعيش حالة نفسية صعبة، خاصة عندما أرافقها إلى بيت أهلها، أشعر وكأن الأصابع تشاور علي بأني النذل الخسيس، هذا ما جعلني أموت غيضا، فماذا أفعل؟ الرد إنك يانبيل تعيش الوساوس والهواجس بسبب الشيطان الذي يدفعك إلى ذلك، فزوجتك لم تذنب معك في شيئ، وإذا كان لديها ماضي فالأمر يخصها، لأنها لم تكن على علاقة بك. ثم أنهك أسهبت في ذكر محاسنها وخصالها أليس من الإجحاف أن تفرط فيها لمجرد - خيال فاسد في عقلك؟ أليس ذلك ظلما في حق ابنتك البريئة التي ستتحمل نتيجة إندفاعك؟ حاول عزيزي أن تتغلب على هذا الوضع بالتقرب من زوجتك وخلق أجواء حميمية بينكما، عن طريق الكلمة الحلوة والمعاشرة الطيبة، لكي تطرد الشيطان، والأحسن من هذا كله، حاول قدر المستطاع التقرب إلى الله بالصلاة والدعاء، وإسأله أن يجعل المودة والألفة بينكما، إنه على كل شيئ قدير. ردت نور