كانت الزيارة التي قام بها سيف الإسلام القذافي نجل الرئيس الليبي معمر القذافي ورئيس مؤسسة القذافي للجمعيات الخيرية والتنمية إلى الجزائر بمثابة ضمانات وتعهد بعدم تقديم أي فدية لتمويل الإرهاب، بعدما شاركت هذه الجمعية باسمها في دفع فديات مالية هامة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، مقابل إطلاق سراح العديد من الرهائن من جنسيات مختلفة، آخرهم دبلوماسي كندي ومرافقه. الزيارة التي قادت سيف الإسلام إلى الجزائر الشهر المنصرم، ودامت أيام كانت الأولى من نوعها، منذ أزمة اختطاف السائحين النماساويين في شهر فيفري 2008، والتي دامت عدة أشهر وساهمت فيها مؤسسته الخيرية في حلها، بعدما شاركت في دفع الفدية التي قدرت ب5 ملايين أورو لجماعة أبوزيد التي كانت وراء الإختطاف، وهي تنشط في منطقة الساحل تحت لواء ما يسمى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. وحاول سيف الإسلام القذافي من خلال هذه الزيارة، تبرئة ذمته وتبييض صورته أمام الجزائر التي تعتبر كل من يدفع فدية للجماعات الإرهابية الناشطة على ترابها وخارج ترابها، تمويلا للإرهاب، خاصة وأن سيف الإسلام القذافي شارك من خلال جمعيته، في تحرير العديد من الرهائن، وكانت آخر عملية مشاركة الجمعية في المفوضات التي تمت على الأراضي البوركينابية لأول مرة، بمساعدة كل من رجل الأعمال الموريتاني عبد الله شافعي، قريب الرئيس البوركينابي، لتحرير مبعوث الأمين العام للعام للأمم المتحدة ومعاونه اللذين اختطفا قبالة الحدود المالية النيجيرية. وكانت التحقيقات التي أجريت مع القيادي في الجماعة السلفية لدعوة والقتال عماري صايفي المدعو عبد الرزاق البار، قد كشفت بعد عملية اختطاف السياح الألمان سنة 2003، بأن ليبيا ''ساهمت بشكل غير مباشر في تمويل الإرهاب'' من خلال مشاركتها في دفع الفديات التي طالبت به أنذاك ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال''.