جلول كان آخر شهيد سقط برصاص الخوارج في المجزرة التي راح ضحيتها 08 أعوان من الشرطة القضائية مساء الثلاثاء الفارط بمنطقة '' تعوينت تا سماط'' بالقرب من قرية ''ونوغة'' ببلدية يسر، فحسب ما أكده رفقاء الشهيد ل ''النهار''، فإن هذا الأخير كان رفقة أحد زملائه يقاوم العناصر الإرهابية التي هاجمتهم بأسلحة رشاشة، بعد انفجار قنبلة تقليدية متحكم فيها عن بعد في السيارة الأولى، وانحراف السيارة الثانية، لم يكن يفكر في الموت بقدر ما كان هدفه هو منع هؤلاء القتلة من الاستيلاء على أسلحة رفاقه والانسحاب من خلال مقاومته للمجرمين الذين لم يستطيعوا اقتحام المكان بالسهولة التي كانوا يتوقعونها. ''النهار'' وهي تزور أسرة الشهيد''مزريق جلول'' بقرية المناصرية التابعة لبلدية أم الدروع بالشلف، سجلت مدى تأثر هذه البلدة الصغيرة لفقدان هذا البطل الذي شرفهم بشهادته قبل أفراد أسرته الذين ودعوا ابنهم إلى مثواه الأخير، وعلامات الحزن والأسى بادية على وجوههم، إلا ابنته الوحيدة ''شيماء'' البالغة من العمر عامين التي كانت تبتسم في وجوه كل الحاضرين وتقول ''بابا بابا...'' لكل من يقترب منها، و هي لا تدري أن أباها الذي كان في مهمة منذ شهر بولاية بومرداس قد غدا شهيدا. والد الشهيد: ''حسبي الله ونعم الوكيل'' وجدنا ''عمي الجيلالي'' البالغ من العمر 63 سنة، مستلقيا في فراشه وسط جمع من مشايخ القرية، فلم يجد ما يبدأ به حديثه عن ابنه سوى ''حسبي الله ونعم الوكيل''، ثم وضع يده بجيبه وأخرج صورة الشهيد جلول بزيه الرسمي التي كان يحتفظ بها منذ سنين، وقال: ''ابني استشهد من أجل الوطن، أما هؤلاء القتلة الدمويين فلا وطن لهم'' مردفا: ''واش نقول الله يهديهم برك''، ثم واصل حديثه عن ابنه الذي يعشق مهنته -خدمة الوطن- منذ التحاقه بمدرسة الشرطة بالقلافطية سنة 1997، أما والدة المرحوم، فقد كانت في غاية التأثر منذ سماعها بنبأ استشهاد ولدها الذي لم تراه منذ شهر، ما جعلها لا تقوى على مغادرة فراشها. إخوته والمقربين: ''جلول ودعنا قبل أن يغادر في مهمة لبومرداس'' من جهة أخرى، قابلنا إخوته السبعة وعدد من المقربين بحزن كبير والذين كشفوا لنا من خلال حديثهم عن الأخلاق التي كان يتحلى بها، مشيرين في ذات الوقت بأن المرحوم كان حريصا على دفع التكاليف في زيارته الأخيرة للقرية قبل شهر، وكأنه سيذهب دون رجعة والدليل على ذلك زيارته لكل أقاربه وأصدقائه وجلس معهم مطولا، حسب شهادة الأخ الأكبر الذي كان يستشيره في كل صغيرة وكبيرة، وفي ذات السياق، أجمع كل من عرف جلول عن قرب، بأن هذا الأخير كان متدينا وملتزما بأداء صلواته في وقتها، إلى جانب إخلاصه في عمله.